[فضائل القاسم بن ابراهيم #]
  ولو أنه نادى المنادي بمكة ... بخيف منىً فيمن تضم المواسم
  مَن السيد السباق في كل غاية ... لقال جميع الناس لا شك قاسم(١)
  وله # العلم الغزير، والتصانيف الفائقة في علم الكلام وغيره من الفنون، منها كتاب «الدليل الكبير»، ومنها كتاب «الدليل الصغير» في الرد على الفلاسفة، وكتاب العدل والتوحيد الصغير، وكتاب العدل والتوحيد الكبير، وكتاب الرد على المجبر، وكتاب الرد على ابن المقفع، وكتاب الرد على النصارى، وكتاب المسترشد، وكتاب تأويل العرش والكرسي على المشبهة، وكتاب الأهليلجة في محاورة الملحد، وهو رجل من أرباب النظر من الملحدة، كان يغشى مجالس المسلمين ويورد عليهم الأسئلة الصعبة في قدم العَالَم، وغير ذلك، حتى وافاه الإمام #، وأورد ما عنده من المشكلات، فَوَضّح له الحق، فتاب إلى ربه تعالى، ثم قال: تعست أمةٌ ظلت عن مثلك.
  ودخل جعفر بن حرب(٢) على القاسم #، وكان من شيوخ المعتزلة، فجاراه في دقائق علم الكلام، فلما خرج من عنده، قال: أين كنا من هذا الرجل، فوالله ما رأيت مثله.
(١) بعده كما في أنوار اليقين والحدائق الوردية: -
إمام من أبنا الأئمة قدمت ... له الشرف المعروف والمجد هاشم
أبوه علي ذو الفضائل والنهى ... وآباؤه و الأمهات الفواطم
بنات رسول الله أكرم نسوة ... على الأرض والآباء شم خضارم
تمت ولله القائل وهي من مُؤَلف الديلمي ¦، تمت من هامش (أ).
(٢) جعفر بن حرب ويكنى أباالفضل، اعتزل الناس في آخر عمره وأقبل على التصنيف في الجلي الواضح مثل كتاب الإيضاح ونصيحة العامة والمسترشد، ذكره في طبقات المعتزلة ط/٢/ ١٤٠٩ هـ/٧٣، في الطبقة السابعة.