نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[فضائل القاسم بن ابراهيم #]

صفحة 220 - الجزء 1

  ومن تصانيفه #، كتاب تثبيت الإمامة؛ في نصرة مذهب الزيدية في تقديم أمير المؤمنين # على المشائخ، وأورد من الأسئلة العجيبة في هذا المعنى على المتقدمين عليه ما يشهد على أنه البحر الزخّار، والقمر النوار، والغمام المدرار، وتصانيفه # في الفقه أكثر من أن تذكر، منها كتاب الفرائض والسنن، وكتاب الطهارة، وكتاب صلاة اليوم والليلة، ومسائل ابن جهشيار، وكتاب النيروسي، وله # في علوم القرآن ماليس لغيره، إذا أخذ يتكلم فيها فكأنه فنه الذي عليه نشأ، وله كتاب الناسخ والمنسوخ، وله في المواعظ والآداب كتاب سياسة النفس، فصل من فصوله يشفي كل غله، ويُبرئُ كل علة، بالغ # في التزهيد في الدنيا وذمها، والترغيب في دار الخلود ووصفها، وحذر فيه وأنذر، وجمع فيه ما انتشر، من المواعظ، والآداب، والحكم، والوصايا، والملح، والنوادر، والأمثال، والغريب، ما لم يحط كتاب بمثله.

  قال الفقيه الديلمي ¥: ورد في القاسم بن إبراهيم # أحاديث كثيرة، وتصانيفه تشهد له بالعلم والفضل، وكان فصيحاً متكلماً، وكان الناصر # يقول لو جاز قراءة شعر أحد في الصلاة لكان شعر القاسم #.

  قلت: لعل الناصر # أراد بما قال، أن شعر القاسم # مشتمل على المواعظ والحكم، والحث على طاعة الله سبحانه، والترغيب في الزهد، وقمع الشهوات، وإيثار الآخرة على الأولى، ولباس شعار الصبر في البأساء والضراء، كما روي: أن المأمون أرسل إليه # بوقر سبعة أبْغُل دنانير على أن يجيبه بكتاب، أو يبتديه