[حكم من جهل القاسم #]
  وفضل أهل بيته، À، وما أوجب الله على الكافة من توقيرهم والرجوع إليهم، وأخذ العلم عنهم، والجهاد بين أيديهم، هذا كلام المنصور بالله بلفظه.
  قلت: ولاشك في فسق قتلة زيد بن علي #، وقد قال المنصور بالله الحكم في ذلك واحد، {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ١٥}[النور]، اللهم اهدنا الصراط المستقيم، وجنبنا مداحض روافض أهل نبيك الكريم، ولله من قال في عدوهم:
  قل له يبلغ في آل رسول الله جهدهْ ... قد علمنا أن من يبغضهم ليس لرشدهْ
  هذا وإن كان ناسبُ الجهل إلى القاسم # جاهلاً بحاله، ومحاسن خلاله، غير عارف بفضائله الوسام، ومكارمه العظام، وعلومه المتلاطمة الأمواج، وآياته المتسعة الفجاج، ومحامده الوضية الديباج، ومحاسنه الوهاجة السراج، فقد جهل الشمس نصف النهار، وأنكر ما يُشاهد من الأنوار، ولله القائل:
  والشمس إن خفيت على ذي مقلةٍ ... نصف النهار فذاك محصول العما
  ولا بأس بتعريف هذا الجاهل ما جهله، وأما حكم السامع لما تقدم السؤال عنه، من التجهيل لمن له التجليل والتفضيل، ومن هو الحجة في العرفان بين التحريم والتحليل، فقد تقدم بيانه في المسألة الأولى، إلا أن يكون جاهلاً على التحقيق، أعني المتكلم في علم القاسم # وفضله، فالأولى تعريفه وإرشاده إلى ماجهل من الفضل والفضائل، ولله القائل!:
  وإذا خفيت علىللئيم فعاذرٌ ... أن لا تراني مقلةٌ عمياءُ