[حكم من نسب التلبيس إلى الهادي #]
  المسألة الثامنة: مايرى المتمسكون بمذهب الهادي # فيمن روي عنه أنه قال: الهادي # لبَّس على المسلمين أديانهم، والله ليسأله الله عن ذلك (معناه عن التلبيس)؟
  ثم لم يقف على هذه الغاية حتى قال: لقد تكلّف الهادي مذهباً لا أصل له ولاصحة، والمذهب كان مذهب الشافعية، لكن أراد الهادي # أن يُذْكر، هذا معنى كلامه، ماحكم من أطلق لسانه بهذا الكلام على يحي #؟ وما يلزم المتمسكين بالإسلام الحقيقي من الانكار؟ وفيما أحسب لو سمع السادة الهارونيون(١) من يتكلم بهذا الكلام على الهادي # لأفتوا بجواز قتله وتحريقه وتغريقه.
  الجواب والله الهادي إلى الصواب، يتم بإيراد أربعة مسالك:
  الأول: في حكم صاحب هذه المقالة.
  والثاني: في التنبيه على فضلٍ مِنْ فضلِ الهادي #.
  والثالث: في ترجيح مذهبِ أئمة الزيدية على غير هـ من المذاهب.
  والرابع: فيما يلزم من الإنكار على صاحب هذه المقالة القاتلة.
[حكم من نسب التلبيس إلى الهادي #]
  أما المسلك الأول: فحكم من نسب التلبيس إلى الهادي # حكم قَتَلة زيد بن علي #، كما مر بيانه في المسألة التي قبل هذه المسألة، ولا شك في فسق قتلة زيد بن علي، #، وها هنا تلخيص زائد، وهو أن المتكلم بهذا الكلام على الهادي #، مُخْرج له من الهداية إلى الغواية، ومُلَبّس له ثوب التلبيس، الذي هو
(١) المؤيد بالله وأبوطالب وأبو العباس الحسني $.