نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[غزارة علم الإمام الهادي #]

صفحة 232 - الجزء 1

  الأضداد⁣(⁣١)، وألف بين الأشتات، ومن نظر أيضاً إلى كلامه في الزهد والمواعظ، لم يخالجه شك في أنه كلامُ مَنْ لا حظَّ له في غير الزهادة، ولا شغل له بغير العبادة، قد قبع في كسر بيت، وانقطع في سفح جبل، ولم يوقن أنه كلامُ مَنْ نفذ أمره، وأحاط بالرقاب ملكه، مع اختصاصه # بالنشأة الطاهرة، والأعراق الطيبة، فرع طابت ثمرته، وكرمت شجرته، ولولا علمنا بأبيه لقلنا⁣(⁣٢): أبوه من الملائكة الكرام، تهدأت⁣(⁣٣) إليه أغصان الفضائل، وبشرت به الملاحم والدلائل.

  ولما ولد #، حمله أبوه إلى جده القاسم #، فدعا له، وبرَّك عليه، ووضعه في حجره، وقال لابنه: بم سميته.


= وحاله في آل الحسنين أشهر من براح، وأنور من فلق الصباح لذي عينين، وقد أثنى عليه السابق من أئمة العترة واللاحق، منهم الإمام الحجة المنصور بالله عبدالله بن حمزة في الشافي، وأفاد أنه من نجوم العترة المضيئة، وعيون العصابة المرضية، وكذا غيره من أئمة الأمة المحمدية، ومن شهد له خزيمة فهو حسبه، فلا يضره هرير الناصبية: (والحاسد القمر النوار في تعب)، وكل ذلك لما هم عليه من الشقاوة ببغض السلالة النبوية، ولكونهم شاهدوا في النهج ما يهدم بنيانهم، ويزلزل أركانهم .... إلخ.

(١) حاشية في هامش خطبة النهج لفظها قوله: - التي جمع بين الأضداد -، قال ابن أبي الحديد كان أمير المؤمنين # ذا أخلاق متضادة؛ فمنها ما قد ذكره الرضي | وهو في موضع التعجب؛ لأن الغالب على أهل الشجاعة والإقدام والمغامرة والجرأة؛ أن يكونوا ذوي قلوب قاسية وفتك وتمرد وجبرية، والغالب على أهل الزهد رفض الدنيا وهجران ملاذها، والاشتغال بمواعظ الناس وتخويفهم المعاد، وتذكيرهم الموت؛ أن يكونوا ذوي رقه ولين وضعف.

قلت: وهاتان خلتان متضادتان وقد اجتمعتا له # .... إلخ الحاشية، من هامش (أ).

(٢) اللام الذي في كلمة (لقلنا) من (ب).

(٣) هدأ كمنع هدءاً وهدوءاً: سكن، تمت قاموس.