نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[ترجيح مذهب الأئمة عليهم على غيره]

صفحة 252 - الجزء 1

  لفراق الذين راحوا إلى المو ... ت عياناً والموت مُرّ المذاق

  ثم راحوا يسلّمون علينا ... بأكفٍ مشدودة بالوثاق

  ما رأينا في البرية طراً ... مثلهم لَوْ وَقاهم الموتَ واق

  هذا مع ما كانوا عليه من القشف⁣(⁣١) والشظف، وضيق المعاش، وعدم [الرياش]⁣(⁣٢)، يشتهي العلوي الأكلة فيحرمها، وخراج مصر والأهواز، والحرمين والحجاز، تصرف إلى زلزل الطارب، وبرطم⁣(⁣٣) الزامر، وخارق المغني، ومائِق اللاعب، وفلان وفلان، والمتوكل على الشيطان؛ لا على الرحمن - فيما زعموا - يشتري إثني عشر ألف سُرِّية، وسيد من سادات العترة يتكفف بسندية وهندية، ومال الخراج مقصور على الصفاعنه⁣(⁣٤) والسفلة، ويبخلون على الفاطمي بأكلة أو شربة، ويضايقونه بدانق وحبة، ويشترون البَغِيَّة بالبُدَر⁣(⁣٥)، ويجيزون لها ما يفي برزق عسكر، والقوم الذين أحل الله لهم الخمس، وحرم عليهم الصدقات، وفرضت لهم الكرامة والمحبة، يتكففون صبراً، ويهلكون فقراً، ويرهن أحدهم سيفه أو درعه، ويبيع ثوبه، وليس له ذنب إلاّ أن جده رسول الله ÷، وأباه علي #، وأمه فاطمة &، وجدته خديجة ^، ومذهبه الإيمان، ودينه القرآن، شعراً:


(١) القشف والشظف: الضيق والشدة، من هامش (أ).

(٢) هذا من (ب): وهو الأولى بالسجع.

(٣) وبرطوم الزامر (نخ)، من هامش (أ).

(٤) الذين يستاهلون الصفع، من هامش (أ).

(٥) البدور: جمع بدرة، والبدرة: عشرة آلاف درهم، من هامش (أ).