نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[عودة إلى ترجيح مذهب الأئمة $ على غيره]

صفحة 258 - الجزء 1

  مَنْ في قلبه شيء من الإيمان، ومما يؤكد ذلك ما رواه الغزالي في إحياء علوم الدين؛ أنه كتب في جواب هارون: من سفيان إلى الظالم الغشوم.

  وأما مالك بن أنس الأصبحي ¦، فكان في وقت محمد بن عبد الله #، وأتى إلى مالك جماعة ممن قد بايع الدوانيقي، فسألوه عن بيعتهم.

  فقال: انفروا إلى النفس الزكية⁣(⁣١)، فليس على مكره يمين.


(١) قال الإمام الحجة الحافظ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في التحف شرح الزلف ط/٣/ ٧٧:

الإمام أبو القاسم محمد بن أبي الأئمة عبدالله الكامل المحض [سمي المحض: لأنه لم يكن في أمهاته أم ولد، ويسمى أيضاً صريح قريش لذلك] بن الحسن بن الحسن السبط $.

قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين @ في سياق الأئمة: ومثل: محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الذي جاء في الخبر عن رسول الله ÷ أنه خرج ذات يوم إلى باب المدينة، فقال: «ألا وإنه سيقتل في هذا الموضع رجل من أولادي، اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، يسيل دمه من هاهنا إلى أحجار الزيت، وهو النفس الزكية، على قاتله ثلث عذاب أهل النار [رسائل العدل والتوحيد]».

قيامه: في جمادى من هذه السنة [أي سنة استشهاده]، وبايعته المعتزلة مع الزيدية، وفضلاء الأئمة. وخرج معه جعفر الصادق # المتوفى سنة ثمان وأربعين ومائة، عن خمس وستين سنة، ثم استأذنه في الرجوع؛ لكبر سنه وضعفه.

واستشهد الإمام محمد بن عبدالله في شهر رمضان الكريم، سنة خمس وأربعين ومائة، وله من العمر: اثنتان وخمسون سنة، وكان لقبه النفس الزكية، وكان فيه خاتم في كتفه، يشبه خاتم النبوة في رسول الله ÷.

وقال لأهله: إني على قتال هؤلاء، فإن زالت الشمس ومطرت السماء فإني مقتول، وإن زالت الشمس ولم تمطر السماء وهبّت ريح فإني أظفر بالقوم، ثم أمرهم - أنه إذا أتت الأمارة من الله التي =