نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[بعض فضائل الهادي #]

صفحة 268 - الجزء 1

  قال: وعند الضرورات تباح المحظورات.

  قلت: حصل مما ذكره المؤيد بالله يحيى بن حمزة |، والفقيه محمد الديلمي |، ترجيح مذهب الزيدية، والاعتماد عليه في الفروع، فأما أصول الدين، فالتقليد لا يصح، ولا يجوز فيها على الصحيح.

[بعض فضائل الهادي #]

  وأما الموضع الثالث: في التنبيه على فضائل يحيى #، فقد أفرد لها أصحابنا كتباً مجلدة، ومن أجمعها لفضائله الكتاب المعروف بكتاب «الفضائل اليحيوية» وأمثاله، وهاهنا القصد نفحة من تلك النوافح المسكية، والروائح الطيبة الزكية.

  وروى الفقيه حميد ¥ عن بعض علمائنا رحمهم الله عن النبي ÷ قال: «يخرج في هذا النهج - وأشار بيده إلى اليمن - رجل من ولدي، اسمه الهادي، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يحيي الله به الحق ويميت به الباطل»⁣(⁣١)، فكان # هو الذي أحيا الحق في اليمن، وأمات الباطل، وروي أخبار رفعت إلى علي # أنه قال: (سلوني قبل أن تفقدوني، أيها الناس ما من فتنة إلاّ وأنا أعرف


(١) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي في كتابه التحف شرح الزلف /ط ٣/ ١٦٨ في سياق ترجمته للإمام الهادي #:

وفيه آثار عن جده النبي وأبيه الوصي، منها عن أمير المؤمنين # قال: «مامن فتنة إلا وأنا أعرف سائقها وناعقها، ثم ذكر فتنة بين الثمانين والمائتين، (قال): فيخرج رجل من عترتي اسمه اسم نبي، يميز بين الحق والباطل، ويؤلف الله قلوب المؤمنين علىيديه»، وأشار الرسول ÷ بيده إلى اليمن وقال: «سيخرج رجل من ولدي في هذه الجهة اسمه يحيى الهادي يحيي الله به الدين». انتهى.