[بعض فضائل الهادي #]
  كلها مقدسة؛ لأنها جعلت مسجداً وطهوراً، كما ورد به الحديث، وقد نبه على ذلك ابن الجوزي في كتاب المدهش، وجعل الأرض أقساماً كثيرة، واستشهد على ذلك بالقرآن الكريم، وإذا ثبت ما أشرنا إليه فالمراد بالأرض في الخبر أرض اليمن دون ما عداها، مع أن الله تعالى قد أحيا بالهادي # أرض اليمن والحجاز، وأكثر بلاد الديلم، فإن علومه # مصابيح هذه البلاد، والشموس المنيرة في أغوارها والأنجاد.
  وأما قول صاحب المقالة الفاسدة: إن مذهب الهادي لا أصل له، فقد قال باطلاً، ونطق إثماً، كيف وعلومه # في الشريعة ظاهرة، وتصانيفه في هذه الأمة باهرة، وهذه أوادي علومه زاخرة، ومحققوا مذهبه سادات الدنيا وملوك الآخرة، الهارونيون، والحقينيون، والجُرجَانيون، والأزارقة، أيدوا بعلومه الإيمان، وملأوا بها جيلان وديلمان، وجعلوا كلامه كالقرآن، واستولوا في تهذيبه على قصبات الرهان(١).
(١) ما بين القوسين من (ب)، والموجود في (أ) وفي (ج): الزمان.