[بعض فضائل الهادي #]
  وهل يَنْسب التلبيس إلى من نفاه، والجهل إلى من اختاره الله لهداية خليقته واصطفاه، إلاّ من عدم دواة شفاه، {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ}[الرعد: ١٤]،
  ما ضرّ تغلب وايل أهجوتها ... أم بلت حيث تناطح البحران
  نعم: قد قدمنا الإشارة إلى ترجيح مذهب العترة المطهرة، وأما الأئمة في ذات بينها، فالمتمسك بمذهب أحدهم ناجٍ؛ لأنهم أسباط الرسول ÷، وأولاد البتول، وحجج ذوي العقول، وأبواب مدينة العلم المعقول منه والمنقول، وقد وردت الأحاديث الجمة في سلامة من اتبع أئمة الهدى، واقتدى بمصابيح الدجا، وحسبك بالحديث المشهور: «أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى»(١)، وأمثاله من الأحاديث النبوية، والآيات المصطفوية، التي قضت لمتابعيهم(٢) بالنجاة، ولمشايعهم بطيب الحياة.
  من تلقَ منهم تقل لاقيت سيدهم ... مثل النجوم التي يسري بها الساري
  وقد سُئل الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة # عن اختلاف أئمة العترة في أشياء من مسائل الفروع، وسأله السائل أن يرجح له في التقليد واحداً من الأئمة، فكان في جوابه: أن الأخلق بلجام التكليف، التزام واحد من الأئمة في رخصه وعزائمه.
(١) تقدم تخريجه.
(٢) في (ب): لمتابعهم.