نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[بعض فضائل الهادي #]

صفحة 273 - الجزء 1

  وهل يَنْسب التلبيس إلى من نفاه، والجهل إلى من اختاره الله لهداية خليقته واصطفاه، إلاّ من عدم دواة شفاه، {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ}⁣[الرعد: ١٤]،

  ما ضرّ تغلب وايل أهجوتها ... أم بلت حيث تناطح البحران

  نعم: قد قدمنا الإشارة إلى ترجيح مذهب العترة المطهرة، وأما الأئمة في ذات بينها، فالمتمسك بمذهب أحدهم ناجٍ؛ لأنهم أسباط الرسول ÷، وأولاد البتول، وحجج ذوي العقول، وأبواب مدينة العلم المعقول منه والمنقول، وقد وردت الأحاديث الجمة في سلامة من اتبع أئمة الهدى، واقتدى بمصابيح الدجا، وحسبك بالحديث المشهور: «أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى»⁣(⁣١)، وأمثاله من الأحاديث النبوية، والآيات المصطفوية، التي قضت لمتابعيهم⁣(⁣٢) بالنجاة، ولمشايعهم بطيب الحياة.

  من تلقَ منهم تقل لاقيت سيدهم ... مثل النجوم التي يسري بها الساري

  وقد سُئل الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة # عن اختلاف أئمة العترة في أشياء من مسائل الفروع، وسأله السائل أن يرجح له في التقليد واحداً من الأئمة، فكان في جوابه: أن الأخلق بلجام التكليف، التزام واحد من الأئمة في رخصه وعزائمه.


(١) تقدم تخريجه.

(٢) في (ب): لمتابعهم.