[بعض فضائل الهادي #]
  ثم قال الإمام ما معناه: إنهم على سواء في الفضل، فإذا كان لا بد من تعيين واحد منهم بالتقليد، فالإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني، لبعده عن الإِكفار.
  قلت: كلام الإمام يحيى في ترجيح مذهب المؤيد بالله # لعدم تكفيره المجبرة، فيه نظر من وجوه:
  الأول: أن المشهور من مذهب المؤيد بالله تكفير المجبرة في قوله الشهير، رواه الفقيه محمد الديلمي |، وروى الأمير صلاح بن أمير المؤمنين عن الأمير الحسين بن محمد قدس الله روحه، وأظنها رواية عن المنصور بالله # أيضاً، وروى الديلمي ¦ عن السيد أبي عبد الله(١): إجماع أهل البيت $ على تكفير المجبرة، وقال: ما روي عن المؤيد بالله من خلاف ذلك محال عنه.
  وقيل: بل روايتان في ذلك، والرواية الصحيحة ما يوافق غيره من الأئمة، وهو قوله الأخير.
(١) هو الإمام أبو عبدالله الموفق بالله الجرجاني، الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب À وسلامه.
قال الإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي أيده الله تعالى في التحف شرح الزلف، ط ٣/ ٢٢٢:
وكان هذا الإمام من أصحاب المؤيد بالله.
قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: بلغ في علم الأدب من النحو واللغة ما لم يبلغه أحد من أهل عصره، وفي الشعر مقدم، وفي الخطب في أعلى رتبة، وفي الكتابة والرسائل في أرفع درجة، ثم هو في علم الكلام وأصول الدين في النهاية، وله في أصول الفقه البسطة الواسعة، وكان # أعلم بفقه الحنفية والشافعية والمالكية من فقهائهم المحققين، ولا ينازعونه في ذلك، ومصنفاته شاهدة بذلك، وهي موجودة مشهورة، انتهى [الشافي: ١/ ٣٣٧]، انتهى من التحف.