[بعض فضائل الهادي #]
  النظر الثاني: سلمنا أن المؤيد بالله ذهب إلى أن المجبرة ليسوا كفاراً، فهذا ليس بوجه ترجيح؛ لأن إجماع العترة منعقد على كفرهم، فقد سبق إجماع العترة قول المؤيد بالله قدس الله روحه.
  ونرجع إلى ترجيح الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة # لمذهب العترة، وأن مخالفة إجماع العترة لا تجوز، فإن قيل إنما رجح الإمام مذهب المؤيد بالله لأن التكفير بالقياس غير صحيح عنده.
  قلنا: التكفير والتفسيق به مذهب جماعة قد أحكموا الأدلة والبراهين على صحته، ومن سلك منهاجهم وكان من أهل النظر لم يلزمه الخروج عنه بمجرد كلام عالم من جملة العلماء ذهبَ إلى خلاف مذهبهم.
  وقد روي أن رجلاً سأل علياً # عن الخوارج فقال: أكفارهم يا أمير المؤمنين؟
  فقال: من الكفر هربوا.
  فقال: أمؤمنون هم؟
  فقال: لو كانوا مؤمنين ما قاتلناهم.
  فقال: ففيم القتال؟
  فقال #: إخواننا بالأمس بغوا علينا.
  ولأن تكفير أهل القبلة ليس بأبلغ من قتلهم وقتالهم، وإذا ساغ القتل ساغت التسمية.
  النظر الثالث: أن مذهب الهادي # لا يُعاب إلا بما فيه من المشقة والتحرز في العبادات والبياعات، والأنكحة، وما شاكلها، والتكليف وارد بالمشقة، ومخالفة الدعة،