نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 43 - الجزء 1

  وما زال الدهر يرعف عن كل يوم بروافض ونواصب، والشيطان يملي على ألسنتهم ليُبَوِّأهم دار العذاب الواصب، [شعراً]:

  وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طُويت أتاح لها لسان حسود

  لولا اشتعال النار فيما باشرت ... مَا كان يعرف طيب عرف⁣(⁣١) العود

  إلى أن نبغ في هذا الأوان كل وانٍ، واختلط بالفضلاء كما يختلط بالقمح الزوان⁣(⁣٢)، فاختار ضلالته على رشده، وأخبرتنا كراهته للعترة عن حكم ميلاده، ولله در الصاحب الكافي⁣(⁣٣) حيث يقول:

  من كان ذا نسك وَذا عفة ... وبغض أهل البيت من شانه

  فإنما العتب على أمّه ... أتت به من بعض جيرانه

  فتارة يقعقع بشنه⁣(⁣٤) على الوصي، وتارة يسوي بين السيوف والعصي، وآخر يتنسك ويصوم، وهو ينهش لحم المعصوم، وفينةً يطن طنين الذباب، ليروّع بطنينه أسود الغاب، ويعارض بلمع السراب ماءَ الشراب، [شعراً]: -


(١) العرف: الريح طيبة كانت أو منتنه. من مختار الصحاح، من هامش (أ).

(٢) في مختار الصحاح: الزوان: حب يخالط البر فيكسبه الرداءة، من هامش (أ).

(٣) ستأتي ترجمته.

(٤) الشن: الجلد البالي، والجمع شنان؛ مثل سهم وسهام، والشن: الغرض؛ وجمعه شنان أيضاً، تمت مصباح، من هامش (أ).