[مقدمة المؤلف]
  وما زال الدهر يرعف عن كل يوم بروافض ونواصب، والشيطان يملي على ألسنتهم ليُبَوِّأهم دار العذاب الواصب، [شعراً]:
  وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طُويت أتاح لها لسان حسود
  لولا اشتعال النار فيما باشرت ... مَا كان يعرف طيب عرف(١) العود
  إلى أن نبغ في هذا الأوان كل وانٍ، واختلط بالفضلاء كما يختلط بالقمح الزوان(٢)، فاختار ضلالته على رشده، وأخبرتنا كراهته للعترة عن حكم ميلاده، ولله در الصاحب الكافي(٣) حيث يقول:
  من كان ذا نسك وَذا عفة ... وبغض أهل البيت من شانه
  فإنما العتب على أمّه ... أتت به من بعض جيرانه
  فتارة يقعقع بشنه(٤) على الوصي، وتارة يسوي بين السيوف والعصي، وآخر يتنسك ويصوم، وهو ينهش لحم المعصوم، وفينةً يطن طنين الذباب، ليروّع بطنينه أسود الغاب، ويعارض بلمع السراب ماءَ الشراب، [شعراً]: -
(١) العرف: الريح طيبة كانت أو منتنه. من مختار الصحاح، من هامش (أ).
(٢) في مختار الصحاح: الزوان: حب يخالط البر فيكسبه الرداءة، من هامش (أ).
(٣) ستأتي ترجمته.
(٤) الشن: الجلد البالي، والجمع شنان؛ مثل سهم وسهام، والشن: الغرض؛ وجمعه شنان أيضاً، تمت مصباح، من هامش (أ).