نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 45 - الجزء 1

  هذا ولما رأيت عقربَة متحككة⁣(⁣١) بالأفعى، وذكرت المثل السائر: استنت الفصال حتى القرعا، ورأيته مجداً في العداوة، على أنها سلمة⁣(⁣٢) كسلمة الإداوة⁣(⁣٣)، أنشأت قصيدة في التأَلم لمذهب العترة الزكية، والحث على طم⁣(⁣٤) هذه الركية⁣(⁣٥) البكية، علماً بأن سنة⁣(⁣٦) الأعداء بعلوم أئمتنا مقطوعة، ورؤوس الحساد بحلوم ساداتنا مقموعة، وكم من مهجة تحسد العترة مبتوتة، وكبد من شأنها مفتوتة، شعراً:

  فدام فينا وفيهم ما بنا وبهم ... ومات أكثرنا غيظاً بما يجد

  وعزمت على التوجيه بالقصيدة المذكورة، إلى صاحب الكرامات المشهورة، والآيات المسطورة، معيد حياة الإسلام، خاتم الأئمة الكرام، مولانا أمير المؤمنين، الناصر لدين الله رب العالمين، محمد بن علي بن محمد المشهور بصلاح الدين⁣(⁣٧)، ~


(١) في القاموس: يتحكك: أي يتعرض لشرك، من هامش (أ).

(٢) السَّلِمة جمعها: سِلام؛ الحجارة.

(٣) الإداوة: - جمعها: أداوى -: إناء صغير من جلد.

(٤) طممت البئر وغيرها بالتراب طماً؛ من باب قتل، ملأها حتى استوت مع الأرض، من هامش (أ).

(٥) الركية: البئر، من هامش (أ).

(٦) في (أ): ستة.

(٧) قال الإمام الحجة / مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في التحف ط/٣/ ٢٥٧:

الإمام الناصر لدين الله صلاح الدين محمد بن الإمام المهدي لدين الله علي بن محمد.

قام بأمور الدين، وأداء فرائض رب العالمين سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، في أيام أبيه لما مرّ من بلواه، فأيد الله دولته، ومكن بسطته، وأعز رايته، وأعلى به كلمته، ومن مقاماته التي أحيا بها ربوع الدين، =