[الجواب على صاحب هذه المقالة]
  إن قلت: هما على سواء، فما الفرق بين من لا نفع فيه أو لا تنفعه حياته [في إحراز الثواب](١)؟
  قلت: فرق بينهما، فالمراد بالأول لا نفع فيه [أصلاً](٢) أولا تنفعه [أي الحياة](٣) في إزالة هذا المنكر من دون نظر إلى ثواب يكتسبه بإزالته، وبالثاني غرض اكتساب الثواب وإحراز الأجر في إزالة المنكر.
[الجواب على صاحب هذه المقالة]
  · وأما المطلب الرابع في الجواب على صاحب هذه المقالة الغائلة، والعقيدة المائلة، فالقصد هاهنا إنما هو التنبيه على الجواب في قول صاحب هذه المقالة الفاسدة: إن المولى بمعنى الناصر، وتأويله لخبر الغدير على هذا المعنى، وإنكاره أن يكون في الآية دلالة على إمامة علي #، وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}[المائدة] لا الكلام في الإمامة بطولها وأفانينها، إذ كانت بحمد الله مستوفاة بالأدلة الواضحة، والبراهين اللائحة، في غير كتاب من تصانيف أئمتنا وساداتنا وعلمائنا، ومن أراد استيفاءَ الكلام، فليقصد مصنفات الزيدية وعلمائها في هذه المسألة، كالدعامة للسيد أبي طالب(٤) # وشرحه
(١) ما بين القوسين غير موجود في (ب).
(٢) ما بين القوسين في هامش (أ)؛ وهو تحت علامة (ظ).
(٣) ما بين المعكوفين تعليقة في (أ).
(٤) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في كتابه التحف شح الزلف ط/٣/ ٢١٢:
الإمام الناطق بالحق أبو طالب يحيى بن الحسين.
قام # بعد وفاة أخيه الإمام المؤيد بالله.
قال الحاكم في وصف بعض مؤلفاته: وعليه مسحة من النور الإلهي، وجذوة من الكلام النبوي.
وقال بعض شيعته لما بويع:
سَرَّ النبوةَ والنَّبِيَا ... وزها الوصيَّة والوصيا
أن الديالم بايعت ... يحيى بن هارون الرضيا
من مؤلفاته: المُجْزِي في أصول الفقه مجلدان، وهو من الأمهات، وكتاب جمع الأدلة في أصول الفقه أيضاً، وكتاب التحرير، وشرحه اثنا عشر مجلداً، وكتاب مبادئ الأدلة في الكلام، وكتاب الدعامة، وكتاب الإفادة في تاريخ الأئمة السادة، والأمالي المعروفة في الحديث، وله غير ذلك.