جَرَتْ بِهِ الْعَادَةُ لمَ يَضْمَنْ مَا أتَلْفَتْهُ. وَيَضْمَنُ صَاحِبُ الْبَهِيمَةِ مَا أتَلْفَتْهُ مِنْ زَرْعِ الناّسِ ليْلا، وَلَا يَضْمَنُ مَا أتَلْفَتْهُ نهَاراً إ لِا أنْ يَكُونَ سَاقَهَا إِلَيْهِ أَوْ أدْخَلَهَا فِيهِ.

بَابُ دَفعِ الجِنَايَاتِ وَمَا يَلزمُ فِي ذَلكِ

  إذِا صَالَ جمَلٌ أوْ غَيْرُهُ مِنَ الْبَهَائمِ عَلَى إِنسَانٍ، وَلمَ يَنَدْفِعْ ضَرَرُهُ عَنهُ إِلّا بِقَتْلِهِ - جَازَ لَهُ قَتْلُهُ، وَلَا ضَمَانَ عَلَيْهِ. وَكَذَلكِ إِذَا تعَدّى عَلَيْهِ رَجُلٌ، وَطَلَبَ قَتْلَهُ، أوْ أخْذَ مَالِهِ، وَلَمْ يُمْكِنهُ دَفْعُهُ إِلّا بِقَتْلِهِ - جَازَ لَهُ قَتْلُهُ، وَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ. وَإذِا اصْطَدَمَ فَارِسَانِ أوْ رَجُلَانِ فِي طَرِيقٍ، فَقَتَلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا صَاحِبَهُ - كَانتَ دِيَةُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَلَى عَاقِلَةِ الآخَرِ، وَكَذَلكِ الْقَوْلُ فِي السّفِينتَيْنِ؛ فإِنّ دِيَةَ كُلّ وَاحِدٍ مِنْ أصْحَابِهِمَا عَلَى عَوَاقِلِ الآخَرِينَ. وَمَنِ اعْتَدَى بِضَرْبِ امْرَأةٍ حُبْلَى، فَألْقَتْ جَنِيناً حُرّا مَيّتاً - وَجَبَ فِيهِ غُرّةٌ: وَهْيَ عَبْدٌ أوْ أمَةٌ. وَقِيمَةُ الْغُرّةِ خمَسْمِائةِ دِرْهَمٍ. وَفِي جَنِينِ الأمَةِ إِذَا كَانَ مِنْ غَيْرِ سَيّدِهَا وَألْقَتْهُ مَيّتاً - نصِفُ عُشُرِ قِيمَتِهِ لَوْ كَانَ حَيّا. وَدِيَةُ الْجَنِينِ لِوَرَثتِهِ.

بَابُ الحُدُودِ

  الحُدُودُ ضُرُوبٌ خمَسْةٌ: أَحَدُهَا: حَدّ الزّانِي: وَهْوَ مِائةَ جَلْدَةٍ إنِ كَانَ حُرّا بِكْراً، وَإنِ كَانَ مُحْصناً جُلِدَ مِائةَ جَلْدَةٍ، وَرُجِمَ حَتّى يمُوتَ، وَالْمَرْأَةُ فِي ذَلِكَ كَالرّجُلِ. وَالإِحْصَانُ: هُوَ بِأنْ يَنكِحَ وَيُجَامِعَ بِنِكَاحٍ صَحِيحٍ. وَحَد الْعَبْدِ وَالأمَةِ فِي الزّنَى خمَسْونَ جَلْدَةُ. وَالثانِي: حَدّ الْقَاذِفِ: وَهْوَ ثمَانوُنَ جَلْدَةُ إِذَا كَانَ الْقَاذِفُ حُرّا، وَكَانَ الْمَقْذُوفُ بِالزّنَى حُرّا باَلِغُا مُسْلِماً، فَإنِ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ لمَ يُحَدّ قَاذِفُهُ، وَلَكِ نهُ يُعَزّرُ. وَحَد الْعَبْدِ نِصْفُ حَدّ الْحُرّ. وَالثالثِ: حَدّ شَارِبِ الْمُسْكِرِ: وَهْوَ ثمَانوُنَ جَلْدَةُ إِذَا كَانَ حُرّا، فَإنِ كَانَ عَبْداً فَنصِفُ ذَلِكَ. وَالرابعِ: حَدّ السّرِقَةِ: وَهْيَ أنْ يَسْرِقَ الْبَالِغُ الْعَاقِلُ مِنْ حِرْزٍ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ أَوْ مَا قِيمَتُهُ ذَلِكَ؛ فَتُقْطَعُ يَدُهُ الْيُمْنىَ مِنَ الْكُوعِ، فَإنِ