نكت العبادات وجمل الزيادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب الكفارات

صفحة 43 - الجزء 1

بَابُ الكَفّارَاتِ

  مَنْ حَنِثَ في يَمِينهِ فَهْوَ مُخَيّرٌ بيَنَ الكَفّارَاتِ الثّلَاثِ: فَإنِ شَاءَ أعْتَقَ رَقَبَةُ، وَإنٍ شَاءَ أطْعَمَ عَشَرَةَ مَسَاكِينَ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَإنِ شَاءَ كَسَاهُمْ كِسْوَةُ سَاترِةُ تُجْزِيهِمُ الصّلَاةُ فِيهَا، فَإنِ لَمْ يقَدِرْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ صَامَ ثلَاثَةَ أيّامٍ مُتَتَابِعَةٍ. وَالْكَفارَةُ بِالإِطعَامِ نوْعَانِ: تمْلِيْكٌ، وَإِباَحَةٌ: فَالتمْلِيكُ أنْ يَدْفَعَ إِلَى كُلّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَسِاكِينِ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ برّ، أوْ صَاعُا مِنْ شَعِيرٍ أوْ ذُرَةٍ، أوْ نحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْحُبُوبِ. وَالْمَسَكِينُ مَتَى صَارَ الطّعَامُ إِلَيْهِ أَكَلَهُ كَيْفَ شَاءَ. وَالإِباَحَةُ أنْ يَصْنعَ لَهُمُ الْمُكَفّرُ الطّعَامَ فِي بيْتِهِ مَأدُومُا مِنْ أوْسَطِ مَا يَأكُلُهُ هُوَ وَأهْلُهُ، ثمّ يُغَدّيهِمْ وَيُعَشّيهِمْ مِقْدَارَ مَا يَكْفِيهِمْ.

بَابُ النّذُور

  النّذورُ ضَرْباَنِ: ضَرْبٌ مُطْلَقٌ، وَضَرْبٌ مُعَلّقٌ: فَالْمُطْلَقُ نحْوُ: أنْ يُوجِبَ الإِنسَانُ عَلَى نفَسِهِ شَيْئاً وَلَمْ يُعَلّقْهُ بِشَرْطٍ: فَإنِ كَانَ طَاعَةُ: كَالصّلَاةِ، وَالصّوْمِ، وَالْحَجّ، وَالصّدَقَةِ، وَالْعِتْقِ، وَمَا أشْبَهَ ذَلِكَ - لَزِمَهُ الوَفَاءُ بِهِ إِذَا كَانَ مُمْكِناُ لَهُ. وَإنِ كَانَ مَعْصِيَةُ نحْوَ أنْ يَقُولَ: عَلَيْهِ للهِ أنْ يَشْرَبَ الْخَمْرَ، أوْ يَفْعَلَ بعَضَ القَبَائحِ فَعَلَيهِ أنْ لَا يَفْعَلَهُ؛ وَتَلْزَمُهُ كَفّارَةُ يَمِينٍ. وَالْمُعَلقُ نحْوُ أنْ يَقُولَ: إِنْ شَفَى للهُ مَرِيضِي، أوْ قَدِمْتُ مِنْ سَفَرِي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَيَذْكُرُ مَا أوْجَبَهُ عَلَى نفَسِهِ؛ فَيلَزَمُهُ الْوَفَاءُ بِهِ، وَإنِ كَانَ مَعْصِيَةُ لمَ يَجُزْ لَهُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ وَعَلَيْهِ كَفّارَةُ يَمِينٍ، أَوْ كَانَ الّذِي عَلّقَهُ بِالشّرْطِ نَذَرُا مُجْمَلُا لَمْ يُعَيّنهُ: نحْوُ أنْ يَقُولَ: للهِ عَلَيّ نذَرٌ - إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا، ثُم يَحْصُلُ الشّرْطُ؛ فَيَلْزَمُهُ كَفّارَةُ يَمِينٍ، إِذَا لَمْ يُسَمّ مَا نذَرَ بِهِ مُفَصّلُا، وَكَذَلكِ إِذَا كَانَ نذَرُهُ مُطْلَقاً نحْوَ أنْ يَقُولَ: للهِ عَليّ نذَرٌ؛ فَإنهاَ تلَزَمُهُ كَفّارَةُ يَمِينٍ أيْضُا. وَإذِا قَالَ: للهِ عَلَيّ أنْ أصُومَ يَوْمَ الْعِيدِ أَفْطَرَهُ وَقضَاهُ. وَكَذَلكِ إِذَا نذَرَ بِذَبحِ نفَسِهِ، أوْ أحَدِ أقَاَرِبِهِ بِمَكّةَ لَزِمَهُ ذَبحْ كَبْشٍ