نكت العبادات وجمل الزيادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب الديات

صفحة 50 - الجزء 1

بَابُ الدّيَاتِ

  دِيَةُ الحْرِ - مُسْلِماً كَانَ، أوْ ذِمّيّا - أَلْفُ مِثْقَالٍ مِنَ الذّهَبِ، أَوْ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ مِنْ الْفِضّةَ، أَوْ مِئَةٌ مِنَ الإِبِلِ، أَوْ مِئَتَانِ مِنَ الْبَقَرِ، أَوْ ألْفَا شَاةٍ مِنَ الْغَنمِ؛ وَيخَتَلِفُ ذَلِكَ بِحَسَبِ اخْتِلَافِ الأمْوَالِ؛ فَعَلَى أهْلِ كُلّ صِنفٍ مِنَ الأمْوَالِ مِنْ جِنسِ مَا يَمْلِكُونهُ. وَالْعَمْدُ - فِيمَا يَجِبُ مِنَ الدّيَةِ - وَالْخَطَأ عَلَى سَوَاءٍ. وَدِيَةُ الْعَمْدِ عَلَى الْجَانِي، وَدِيَةُ الْخَطَأِ - إِذَا ثبَتَتْ بِالْبَيّنةِ - عَلَى الْعَاقِلَةِ، تُؤْخَذُ فِي ثَلَاثِ سِنِينَ. فَإنِ اعْتَرَفَ بِهِ الْجَانِي، أَوْ صَالَحَ فِيهِ لَزِمَتْهُ الدّيَةُ. وَإذِا أخِذَتِ الدّيَةُ مِنَ الإِبِلِ كَانَتْ أرْباَعاً: رُبعُ جِذَاعٌ، ورُبعُ حِقَاقٌ، وَرُبعُ بنَاَتُ لَبُونٍ، وَرُبعُ بنَاَتُ مَخَاضٍ. وَمَا كَانَ فِي الإِنسَانِ عُضْواً وَاحِدُا: كَالأنَفِ، وَاللّسَانِ، وَالذّكَرِ - فَفِيهِ الدّيَةُ كَامِلَةُ، وَمَا كَانَ عُضْوَيْنِ: كَالْعَيْنيْنِ، وَالأذُنيْنِ، وَالْيَدَيْنِ، وَالرّجْلَيْنِ - فَفِي كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا نِصْفُ الدّيَةِ. وَفِي الْمُوضِحَةِ: وَهْيَ الّتِي تبْلُغُ الْعَظْمَ، إِذَا كَانتْ فِي عُضْوٍ - نصِفُ عُشُرِ دِيَةِ ذَلِكَ الْعُضْوِ. وَفِي الهَاشِمَةِ: وَهْيَ الّتِي تهْشِمُ الْعَظْمَ - عُشُرُ دِيتِه، وَفِي الْمُنقِّلةِ: وَهْيَ الّتِي يَخْرُجُ مِنهَا شَيْءٌ مِنَ العِظَامِ - عُشُرُ دِيَتِهِ وَنِصْفُ عُشُرِهَا، وفي الآمةِ: وَهْيَ الّتيِ تبْلُغُ أمّ الدّمَاغِ - ثُلُثُ الدّيَةِ. وَكَذَلكِ أيْضُا فِي الْجَائفِةِ: وَهْيَ الّتيِ تبْلُغَ الْجَوْفَ. وَفِي السن نِصْفُ عُشُرِ الدّيَةِ. وَدِيَةُ الْمَرْأةِ عَلَى النصْفِ مِنْ دِيَةِ الرّجُلِ فِي ذَلِكَ كُلّهِ. وَفِي الْعَبْدِ إِذَا قُتِلَ قِيمَتهُ، وَدِيَةُ مَا ذَهَبَ مِنْ أعْضَائهِ يُعْتَبَرُ بِقِيمَتِهِ. وَمَا لمَ يكَنْ مُقَدّراً مِنْ أرُوشِ الْجِناَيَاتِ فَفِيهِ حُكُومَةٌ. وَكَذَلكِ فِي الشّعَرِ حُكُومَةٌ عَلَى مَا يَرَاهُ الْحَاكِمُ.

بَابُ العَفْوِ

  للِمَجْرُوحِ وَلوِرَثتِهِ مِنْ بعَدِهِ الْعَفْوُ عَنِ الْجَانِي، فَإنِ وَقَعَ الْعَفْوُ مِنهُمْ عَنِ الدّمِ دُوْنَ الدّيَةِ فَلهُمْ أخْذُ الدّيَةِ، فَإنِ عَفَوْا عَنهُمَا جمِيعاً سَقَطاً مَعاً، فَإنِ عَفَى بعَضُ الوَرَثةِ عَنِ الدّمِ