نكت العبادات وجمل الزيادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب المهور

صفحة 24 - الجزء 1

  أيَضْا. وَالرابعِ: أنْ يَعْقِدَ وَلِيّ الْبَالغِةِ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ عِلْمِهَا وَلَا مُشَاوَرَتهِا؛ فَلَهَا الْخِيَارُ مَتَى عَلِمَتْ، أوْ يَعْقِدَ عَلَى الصّغِيرَةِ غَيْرُ أبِيهَا مِنَ الأوْلِيَاءِ؛ فَلَهَا الْخِيَارُ مَتَى بلَغَتْ، وَبلُوغُهَا يَكُونُ: بِالْحَيْضِ، أوِ الْحِبَلِ، أوْ إِنبَاتِ الشّعَرِ، أوْ تمَامِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنةَ، وَبلُوغُ الرّجَالِ يَكُونُ: بِالِاحْتِلَامِ، أوْ إِنبَاتِ الشّعَرِ، أوْ تمَامِ خمَسْ عَشْرَةَ سَنةَ.

  وَمَنْ كَانَ لَهُ الْخِيَارُ: فَإِنهُ مَتَىَ قَالَ قَوْلُا، أوْ فَعَلَ فِعْلُا يَدُلّ عَلَى الرّضَا - بطَلَ خِيَارُهُ، نَحْوُ: أنْ يَطَأ الْمَعِيبَةَ بعَدَ عِلْمِهِ بعِيْبِهَا، أوْ تعْلَمَ الْبَالِغَةُ بِعَقْدِ النكّاحِ عَلَيْهَا فَتُطَالِبَ بِمَهْرِهَا، أوْ يُسَلّمَ الزّوْجُ الْمَهْرَ أوِ الوَلِيّ إِلِيْهْا فَتَقَبِضِهُ، وَمَا أشْبَهَ ذَلكِ؛ فَإِنّ ذَلِكَ يُبْطِلُ خِياَرَهَا.

بَابُ المُهُورِ

  يجُوزُ عَقْدُ النكّاحِ بِذِكْرِ الْمَهْرِ، وَمِنْ دُونِ ذِكْرِهِ أيْضُا. وَأَقَل الْمُهُورِ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ [رِيَاَلٌ فِضّيٌ]، أوْ مَا قِيمَتُهُ ذَلِكَ؛ فَإذِا سَمّى الزّوْجُ لِزَوْجَتِهِ هَذَا الْقَدْرَ، أوْ مَا فَوْقَهُ، وَرَضِيَتْ - جَازَ وَلَزِمَ. وَإنِ لَمْ يُسَمّ لَهَا مَهْرُا، أوْ سَمّى تَسْمِيَةُ فَاسِدَةُ، نحْوَ: أنْ يَكُونَ شَيْئاً مِمّا لَا يصِحّ تمَلّكُهُ: كَالْمَيْتَةِ، وَالدّمِ، وَمَا جَرَى مَجْرَى ذَلِكَ، ثمّ دَخَلَ بِهَا أوْ وَطِئَهَا بِشُبْهَةٍ: نحْوِ الْغَلَطِ فِي الزّفَافِ - فَإنّهُ يَجِبُ لَهَا فِي ذَلكِ مَهْرُ مِثْلِهَا مِنْ نِسَائهِا الْمُشَابِهَاتِ لَهَا مِنْ أخَوَاتهِا وَعَمّاتهِا. وَإنِ سَمّى لَهَا أقَلّ مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ ثمّ دَخَلَ بِهَا وَجَبَ أنْ يُوَفّيَهَا عَشَرَةَ دَرَاهِمَ. وَيجَبِ عَلَى الزّوْجِ تسْلِيمُ الْمَهْرِ مَتَى طَالبَتَهُ بِهِ الزّوْجَةُ وَهْوَ قَادِرٌ عَلَيْهِ، وَعَلَيْهَا تسْلِيمُ نفَسِهَا. وَإذِا خَلَا مَعَهَا وَتمَكّنَ مِنْ وَطْئِهَا وَجَبَ لَهَا كَمَالُ الْمَهْرِ: سَوَاءٌ وَطِئَهَا أمْ لَا، إِذَا كَانتْ تصْلُحُ لِلْوَطْءِ، وَلَمْ يكَنْ هُناَكَ مَانِعٌ. وَإذِا طَلّقَهَا قَبْلَ الدّخُولِ بِهَا فَلَهَا نِصْفُ مَهْرِهَا الّذِي سَمّاهُ، وَإنِ لَمْ يَكُنْ سَمّى لَهَا مَهْرُا كَانَ لَهَا الْمُتْعَةُ عَلَى قَدْرِ يَسَارِ الزّوْجِ وَإِعْسَارِهِ. وَالْأقْرَبُ فِي ذَلِكَ أنَهُ يكَونُ لَهَا كِسْوَةُ مِثْلِهَا مِنْ مِثْلِهِ، وَنحْوُ ذَلِكَ.