باب ذكر النجاسات
  غَيّرَ لَوْنهُ، أوْ رِيْحَهُ، أوْ طَعْمَهُ. وَالْقَلِيلُ هُوَ مَا دُوْنَ ذَلِكَ، وَهْوَ مَا يَغْلِبُ عَلَى الظّنّ أنّ النجَاسَةَ تسْتَعْمَلُ بِاسْتِعْمَالِهِ. وَيُن جَسُهُ كُلّ مَا لَاقَاهُ مِنَ النجَاسَاتِ: سَوَاءٌ غَيّرَهُ، أوْ لَمْ يُغَيّرْهُ. وَلَا يَجُوزُ الوُضُوءُ بِالْمَاءِ النجِسِ. وَلَا يَجُوزُ الوُضُوءُ بِالْمَاءِ الْمَغْصُوبِ. وَالْمَاءُ الْمُسْتَعْمَلُ: هُوَ الّذِي يَتَسَاقَطُ مِنَ الأعْضَاءِ عِنْدَ الطّهَارَةِ. وَلَا يجُوزُ الوُضُوءُ بِالْمَاءِ الّذِي خَالَطَهُ مِنَ الأشْيَاءِ الطّاهِرَةِ مَا غَيّرَ لَوْنَهُ، أوْ رِيحَهُ أوْ طَعْمَهُ تغْيِيرُا ظَاهِرُا سِوَى التّرَابِ؛ فَإِنّ مُخَالَطَتَهُ لِلْمَاءِ لَا تمْنعُ مِنِ اسْتِعْمَالِهِ.
بَابُ ذِكْرِ النّجَاسَاتِ
  وَالنّ جَاسَاتُ ثمانيَةُ أمُور: أَحَدُهَا: كُلّ خَارجٍ منْ سَبيلَيْ مَا لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ منَ الْحَيَوَاناَتِ. وَالثانِي: الدّمُ السّائِلُ. وَفِي حُكْمِهِ الْمَصْلُ وَالْقَيْحُ. وَالثالِثُ: الْقَيْءُ الذّارِعُ. وَالرابِعُ: الْمَيْتَةُ. وَالخْامِسُ: الْخَمْرُ. وَالسادِسُ: الْكَلْبُ. وَالسابعِ: الْخِنْزِيرُ. وَالثامِنُ: الْمُشْرِكُ بِاللّهِ تعَالَى.
بَابُ التّيَمّمِ
  فُرُوضُ التيَممِ خمَسْةٌ: أَولهَا: النيّةُ. وَثَانيِهَا: مَسْحُ الْوَجْهِ كُلّهِ. وَالثالِثُ: مَسْحُ الْيَدَيْنِ مَعَ الْمِرْفَقَيْنِ. وَالرابعِ: التّسْمِيَةُ، فَرْضٌ عَلَى الذّاكِرِ. وَالْخَامِسُ: التّرْتيِبُ بيَنَ هَذِهِ الأعْضَاءِ فَرْضٌ وَاجِبٌ. وَلَا يجُوزُ التّيَمّمُ إِلّا لِمَنْ عَدِمَ الْمَاءَ، أوْ تعَذّرَ عَلَيْهِ اسْتِعْمَالُهُ. وَلَا يجُوزُ إِلَّا بِالتِّرَابِ، الطَّاهِرِ، الْحَلَالِ، الّذِي يَعْلَقُ بِالْيَدَيْنِ عِندَ الضّرْبِ. وَمَنْ أرَادَ التَّيَمَّمَ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ ضَرْبةَ عَلَى التَّرَابِ فَمَسحَ بِهِمَا وَجْهَهُ، ثُم ضَرَبَ بِهِمَا ضَرْبةَ أخْرَى، وَفَرجَ بيَنَ أصَابِعِهِمَا، وَمَسَحَ الْيَدَ الْيُمْنَى بِالْيُسْرَى، وَالْيَدَ الْيُسْرَى بِالْيُمْنىَ. وَلَا يُصَلى بِتَيَمّمٍ وَاحِدٍ إِلّا فَرِيضَةٌ وَاحِدَةٌ، وَناَفِلَتُهَا. وَلَا يُتَيَممُ لِلصّلَاةِ إِلّا فِي آخِرِ الْوَقْتِ.