أو دِرْعٌ، أَوْ سَيْفٌ. وَلَهُ أنْ يُنفَلَ مَنَ شَاءَ قَبْلَ الْقِسْمَةِ. وَإذِا حَضَرَ الْقِتَالَ أحَدٌ: مِنَ النسَاءِ، وَالصّبْيَانِ، وَالْمَمَالِيكِ، وَكَانتْ لَهُمْ عِناَيةَ - أَعْطَاهُمُ الإِمَامُ ما يَرَى، عَلَى قَدْرِ عِناَيَتِهِمْ، وَلمَ يَضْرِبْ لَهُمْ فِيهَا سَهْماً. وَالثانِي: الْفَيْءُ: وَهْوَ مَا يُؤْخَذُ مِنَ الْكُفّارِ عَلَى وَجْهِ الصّلْحِ، أَوِ الْجِزْيَةِ، أَوْ مَالِ الْخَرَاجِ؛ فَإ نِهُ يُرَدّ إِلَى بيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَيُصْرَفُ إِلَى مَصَالِحِهِمْ، وَفيِهِ الْخُمُسُ أيْضاً. وَمِنْ جمُلْةِ الْفَيْءِ: أرْضُ الْكُفّارِ إِذَا أجْلِيَ عَنهَا أهْلُهَا قَبْلَ الْقِتَالِ لَهُمْ، وكَانَ أمْرُهَا إِلَى الإِمَامِ يَضَعُهَا حَيْثُ يَشَاءُ. وَالجِزْيَةُ تؤْخَذُ مِنَ الرّجَالِ الأحْرَارِ الْبَالِغِينَ: مِنَ الْيَهُودِ، وَالنصَارَى، وَالْمَجُوسِ، الّذِينَ يَقْدِرُونَ عَلَى الْمُحَارَبةِ: يُؤْخَذُ مِنْ كُلّ وَاحِدٍ مِنْ أغْنِيَائهِمْ فِي كُلّ سَنةٍ ثمَانِيَةٌ وَأرْبعَونَ دِرْهَماً، وَمِنْ كُلّ وَاحِدٍ مِنْ أوْسَاطِهِمْ أرْبعَةٌ وَعِشْرُونَ دِرْهَماً، وَمِنْ كُلّ وَاحِدٍ مِنْ فُقَرَائهِمُ اثنْاَ عَشَرَ دِرْهَماً. فَأَما نصَارَى بنِي تغْلِبَ فَإ نِهُ يُؤْخَذُ مِنهُمْ مِثْلُ مَا يُؤْخَذُ مِنْ صَدَقَاتِ الْمُسْلِمِينَ وَأعْشَارِهِمْ مِنْ جمِيعِ أصْناَفِ الأمْوَالِ. وَالثالثِ: السّلَبُ، فَإذِا جَعَلَ الإِمَامُ سَلَبَ الْمَقْتُولِ لِقَاتلِهِ كَانَ لَهُ، وَعَلَيْهِ فِيهِ الخُمُسُ. وَالسلَبُ: هُوَ مَا ظَهَرَ عَلَى الْمَقْتُولِ: مِنْ فَرَسٍ، وَسِلَاحٍ، وَلبِاسٍ، دُونَ مَا هُوَ بِاطِنٌ: مِنْ دَناَنِيرَ: أوْ دَرَاهِمَ، وَمَا جَرَى مَجْرَى ذَلِكَ؛ فَإ نِهُ لَيْسَ لَهُ، بلْ هُوَ مِنْ جمُلْةِ الْغَنِيمَةِ.

بَابُ قِتَالِ البُغَاةِ

  قَتاِلُ الْبُغَاةِ ضَرْباَنِ: أَحَدُهُمَا يَجِبُ عَلَى كَافّةِ الْمُسْلِمِينَ: سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ مَعَ الإِمَامِ أوْ مِنْ دُونِ إِمَامٍ: وَهْوَ أنْ يَكُونَ دَفْعاً لِبَغْيِهِمْ عَنِ الْمُسْلِمِينَ: نَحْوَ أنْ يَقْصِدَ الْبُغَاةُ ناَحِيَةُ مِنْ نوَاحِي الْمُسْلِمِينَ لِلْقِتاَلِ؛ فَيَجِبُ قِتَالُهُمْ وَدَفْعُهُمْ بِكُلّ مَا أمْكَنَ. وَالثانِي: قصْدُ الْبُغَاةِ إِلَى دِيَارِهِمْ لِلْقِتاَلِ؛ فَهَذَا لَا يَجُوزُ إِلّا مَعَ الإِمَامِ، أَوْ مَنْ يَكُونُ مِنْ قِبَلِهِ. والْبغُاةُ يُقُتَلُ مُقْبِلُهُمْ، وَلَا يُقُتَلُ مُدْبِرُهُمُ، إ لِا أنْ يَكُونَ لَهُمْ فِئَةٌ يُوَلّوُنَ إِلَيْهَا، نحْوُ