نكت العبادات وجمل الزيادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب العاقلة

صفحة 51 - الجزء 1

  سَقَطَ كُلّهُ، وَلِسَائرِهِمُ الْمُطَالبَةُ بِحَقّهِمْ مِنَ الدّيةِ، وَلَهُ أيْضاً إِذَا لَمْ يُسْقِطْ حَقّهُ مِنهَا.

بَابُ العَاقِلَةِ

  الْعَاقِلَةُ: هُمُ الْعَصَبَاتُ، عَلَى مَا يَأتِي ذِكْرُهُمْ فِي كِتَابِ الْفَرَائضِ، وَيحْمِلُ كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ دُونَ الْمِثْقَالِ، وَقَدْ قُدّرَ بِتِسْعَةِ دَرَاهِمَ [ريال إلا ثلثا فرانصي تقريبا]، تُؤْخَذُ فِي ثلَاثِ سِنِينَ، فَإنِ لَمْ يَحْمِلْهَا الْبَطْنُ الأدْنَى؛ لِقِلّةِ عَدَدِهِمْ، ضُم إِلَيْهِمْ مَنْ يَلِيهِمْ مِنَ الْبُطُونِ، ثُم كَذَلِكَ إِلَى أنْ لَا يَبْقَى مِنَ الْعَصَبَاتِ أحَدٌ، فَإذِا بقِيَ مِنَ الدّيَةِ شَيْءٌ لَمْ تحْمِلْهُ الْعَاقِلَةُ - عَادَ فِي مَالِ الْجَانِي.

بَابُ القَسَامَةِ

  إذِا وُجِدَ قَتِيلٌ فِي قَرْيَةٍ وَلمَ يدَعِ وَرَثتُهُ قَتْلَهُ عِندْ إِنسَانٍ بِعَيْنِهِ - فَفِيهِ الْقَسَامَةُ: وَهْيَ أنْ يَحْلِفَ خمَسْونَ رَجلا - يَخْتَارُهُمْ وَرَثةَ الْمَقْتُولِ مِمّنْ يُوجَدُ فِي تلِكَ الْقَرْيَةِ - بللهِ مَا قَتَلُوهُ، وَلَا عَلِمُوا لَهُ قَاتلِا، ثُم يُحْكَمُ بِالدّيَةِ عَلَى عَوَاقِلِ أهْلِ تلِكَ الْقَرْيَةِ كُلّهِمْ. وَلَا تَجِبُ القَسَامَةُ إلِا عَلَى الرّجَالِ الأحْرَارِ الْباَلغِينَ دُونَ غَيْرِهِمْ مِمّنْ حَضَرَ القَرْيَةَ فِي الْوَقْتِ الّذِي وُجِدَ فِيهِ الْقَتِيلُ: سَوَاءٌ كَانوا مِنْ سُكّانِهَا، أَوْ مِنَ الأضْيَافِ فِيهَا، وَإذِا لَمْ يوُجَدْ فِي الْقَرْيَةِ خمَسْونَ رَجُلا كُرّرَتِ الأيْمَانُ عَلَى مَنْ وُجِدَ مِنهُمْ حَتّى تكَمُلَ خمَسِينَ يمِيناً، وَمَنِ امْتَنعَ مِنَ الْيَمِينِ بعَدَ الْمُطَالَبَةِ بِهَا حُبسِ حَتّى يَحْلِفَ أَوْ يُقِرّ، وَكَذَلكِ الْقَوْلُ فِي الْقَتِيلِ إِذَا قُتِلَ بيَنَ الصّفّينِ؛ فَيَكُونُ حُكْمُ الْحَاضِرِينَ للِفِتْنةِ حُكْمَ أهْلِ الْقَرْيَةِ.

بَابُ جِنَايَةِ العَبِيدِ وَالبَهَائِمِ

  مَا جَنىَ الْعَبْدُ وَفِيهِ قِصَاصٌ فَإ نِهُ يُقْتَصّ مِنهُ، وَمَا كَانَ فِيهِ أرْشٌ أَوْ قِيمَةٌ فَذَلِكَ لَازِمٌ لِمَوْلَاهُ إِلَى قَدْرِ قِيمَةِ الْعَبْدِ. وَمَنْ وَقّفَ دَابتّهُ فِي طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ رَكَضَهَا فِي بعَضِ شَوَارِعِهِمْ - ضَمِنَ مَا أتَلْفَتْهُ بِيَدِهَا أوْ رِجْلِهَا، فَإنِ سَيّرَهَا سَيْراً هَيّنا عَلَى مَا