نكت العبادات وجمل الزيادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب أموال الكفار التي تؤخذ منهم

صفحة 59 - الجزء 1

  يجِبُ إِلّا مَعَ الإِمَامِ أَوْ مَنْ يَلِي مِنْ قِبَلِهِ: وَهْوَ غَزْوُ الْكُفّارِ إِلَى دِيَارِهِمْ.

  وَيَنبْغِي لِلْإِمَامِ إِذَا أرَادَ مُحَارَبةَ الْكُفّارِ فِي دَارِ الْحَرْبِ أَنْ يقُدّمَ الدّعْوَةَ لَهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ: فَإنِ أجَابوُا إِلَى مَا يَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ مِنَ الإِسْلَامِ كَانوا مُسْلِمِينَ، وَإنِ أبَوْا عَرَضَ عَليْهِمْ أنْ يَكُونوا أهْلَ ذِمّةٍ، فَإنِ أجَابوا إِلَى ذَلِكَ ترِكُوا وَمَا هُمْ عَلَيْهِ، وَضُرِبتَ عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةُ، وَجَرَتْ عَلَيْهِمْ أحْكَامُ الإِسْلَامِ. وَإنِ أبَوْا ذَلِكَ حُورِبوا، فَإنِ ظَفِرَ بِهِمُ الإِمَامُ قَتَلَ مُقَاتلِيهِمْ مُقْبِلِينَ وَمُدْبِرِينَ، وَجَازَ أسْرُهُمْ، وَسَبْيُ نِسَائهِمْ وَأوْلَادِهِمْ، وَاسْتِبَاحَةُ بِلَادِهِمْ. وَلَا يُقْتَلُ الصّبِيّ مِنهُم، وَلَا الْمَرْأةُ، وَلَا الشّيْخُ الْهَرِمُ، وَلَا الرّاهِبُ الْمُتَخَلّي، إ لِا أنْ يُقَاتلِ أحَدٌ مِنهُمْ. وَلَا تُغَورُ عَيْنٌ، وَلَا يُمَثّلُ بِآدَمِيّ وَلَا بهِيمَةٍ، وَلَا يُقْطَعُ شَجَرٌ إ لِا أنْ يَكُونَ فِيهِ مَضَرّةٌ. وَمَنْ أخِذَ مِنهُمْ أسِيراً، وَكَانَ قَدْ قَتَلَ أحَداً مِنَ الْمُسْلِمِينَ - قُتلِ بِهِ، وَإنِ كَانَ قَدْ جَرَحَ اقْتُصّ مِنهُ، وَإنِ لَمْ يَكُنْ فَعَلَ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ فَعَلَ بِهِ الإِمَامُ مَا يَرَى: مِنْ حَبْسٍ، أوْ إِطْلَاقٍ، وَلمَ يَجُزْ قَتْلُهُ إ لِا أنْ يَظْهَرَ مِنْهُ بعَدَ الأسْرِ كَيْدٌ لِلإِسْلَامِ، وَتكَونَ الْحَرْبُ قَائمِةُ؛ فَيَجُوزُ حِينئِذٍ قتْلُهُ لِلْإِمَامِ. وَمَتَى ظُفِرَ بِأمْوَالِ أهْلِ الْحَرْبِ، وَكَانَ فِيهَا شَيْءٌ مُعَيّنٌ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ - كَانَ لَهُ أخْذُهُ قَبْلَ قِسْمَةِ الْغَناَئمِ بِغَيْرِ شَيْءٍ يَدْفَعُهُ، وَإنِ وَجَدَهُ بعَدَ الْقِسْمَةِ كَانَ أوْلَى بِهِ إِذَا دَفَعَ قِيمَتَهُ إِلَى مَنْ صَارَ فِي نصِيبهِ. وَإذِا عَقَدَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أمَاناً لِبَعْضِ الْكُفّارِ صَحّ عَقْدُهُ، وَلمَ يَجُزْ لِأحَدٍ نقَضُ أمَانِهِ، وَيجَبِ أنْ يَكُونَ الأمَانُ إِلَى مُدّةٍ مَضْرُوبةٍ، وَلَا يَجُوزُ أنْ يَكُوْنَ مُؤَبدّا.

بَابُ أَمْوَالِ الكُفّارِ التِي تُؤْخَذُ مٍنْهُمْ

  وَمَا يُؤْخَذُ منَ الْكُفّار ثلَاثةَ أقْسَامٍ: أَحَدُهَا: الْغَنيمَةُ: وَهْيَ مَا يأَخُذُهُ الْمُجَاهدُونَ لَهُمْ بِالسّيْفِ، فَفِيهِ الْخُمُسُ، وَتُقْسَمُ أرْبعَةُ أخَمْاَسِهِ عَلَى الْغَانِمِينَ: لِلرّاجِلِ سَهْمٌ، وَلِلْفَارِسِ سَهْمَانِ. وَللِإِمَامِ أنْ يَأخُذَ مِنهَا الصّفِيّ لِنفَسِهِ، وَهْوَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: إمِا فَرَسٌ،