نكت العبادات وجمل الزيادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب الوصايا

صفحة 53 - الجزء 1

  عَادَ إِلَى السّرِقَةِ قُطِعَتْ رِجْلُهُ الْيُسْرَى [من مفصل القدم]، فَإنِ عَادَ لَمْ يُقْطَعْ بعَدَ ذَلِكَ، بَل يُحْبَسُ حَتّى تظَهَرَ توْبتُهُ. وَلَا قَطْعَ عَلَى وَالِدٍ إِذَا سَرَقَ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ. وَيُقْطَعُ الْوَلَدُ إِذَاسَرَقَ مِنْ مَالِ وَالدِهِ. وَلَا يُقْطَعُ الْعَبْدُ إِذَا سَرَقَ مِنْ مَالِ سَيّدِهِ. وَالخْاَمِسُ: حَدّ الْمُحَارِبِ: وهْوَ الّذِي يَقْطَعُ الطّرِيقَ وَيَحْمِلُ السّلَاحَ؛ لِإِخَافَةِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنهُ يُنفْى بِأنْ يُطْرَدَ مِنَ الْبَلَدِ إِلَى بلَدٍ آخَرَ، فَإنِ ظَفِرَ بِهِ الإِمَامُ قَبْلَ جِناَيَةٍ مِنهُ عَلَى أحَدٍ عَزرَهُ عَلَى مَا يَرَاهُ، فَإنِ كَانَ قَدْ أخَذَ شَيْئاً مِنَ الأمْوَالِ قُطِعَتْ يَدُهُ وَرِجْلُهُ مِنْ خِلَافٍ، وَإنِ كَانَ قَدْ قتَلَ أحَداً قُتلِ بِهِ ثُم صُلِبَ، فَإنِ تاَبَ قَبْلَ أنْ يَظْفَرَ بِهِ الإِمَامُ سَقَطَتْ عَنهُ هَذِهِ الْحُدُودُ.

بَابُ الوَصَايَا

  الْوَصَايَا ضَرْباَنِ: وَصِيّةٌ بِوَاجِبٍ، وَوَصِيّةٌ بِمَا لَيْسَ بِوَاجِبٍ: فَالْوَصِـ يةُ بِالْوَاجِبِ ضَرْباَنِ: أَحَدُهُمَا: مَا كَانَ مُتَعَلّقاً فِي الأصْلِ بِالْمَالِ: كَالدّيُونِ، وَالْمَظَالِمِ، وَالزّكَوَاتِ، وَالأعْشَارِ، وَالْخُمُسِ، وَمَا وَجَبَ بِالنذّرِ وَالْكَفّارَاتِ كُلّهَا سِوَى كَفّارَاتِ الصّوْمِ؛ فَهَذَا يلَزَمُ مِنْ جمَيِعِ الْمَالِ، وَلَا يُعْتَبَرُ فِيهِ رِضَى الْوَرَثَةِ. وَالثانِي: مَا كَانَ مُتَعَلّقاً فِي الأصْلِ بِالْبَدَنِ: كَالْحَجّ، وَالصّوْمِ، وَكَفّارَةِ الصّوْمِ؛ فَإ نِ هَذَا يَلْزَمُ مِنْ ثلُثِ التّرِكَةِ، فَمَا زَادَ عَلَى ثلُثِ التّرِكَةِ لمَ يَجُزْ إِلّا بِإِجَازَةِ الْوَرَثةِ. وَمَا لَيْسَ بوِاجِبٍ: وَهْوَ مَا يَتَطَوّعُ الإِنسَانُ بِهِ مِنَ الْقُرُباَتِ، أَوْ يُوصِي بِهِ لِغَيْرِهِ مِنَ الناّسِ؛ فَهَذَا يَجُوزُ مِنَ الثّلُثِ بعَدَ قَضَاءِ الدّيُونِ، إ لِا أنْ يُجِيزَهُ الوَرَثةَ: وَسَوَاءٌ كَانتِ الْوَصِيّةُ لِوَارِثٍ، أَوْ لِغَيْرِ وَارِثٍ فِي جَوَازِهَا. وَمَا يَفْعَلُهُ الْمَرِيضُ فِي حَالِ خِفّةِ مَرَضِهِ: مِنْ هِبَةٍ، أوْ عِتْقٍ، أوْ صَدَقةٍ، أوْ مُحَاباَةٍ، وَمَا جَرَى مَجْرَى ذَلِكَ - فَهْوَ ناَفِذٌ مِثْلَ مَا يفَعْلُهُ الصّحِيحُ. وَمَا يفَعْلُهُ مَعَ شِدّةِ مَرَضِهِ الْمَخُوفِ عَلَيْهِ مِنهُ فَهْوَ فِي حُكْمِ الْوَصِيّةِ. وَالْوَصِيةُ تتِمّ بِقَبُولِ الْمُوصَى لَهُ، وَتبْطُلُ بِرِدّهِ. وَللِمُوصِي أنْ يَرْجِعَ عَنْ وَصِيّتهِ، وَيَزِيدَ فِيهَا، وَيُنقَصَ مِنهَا. وَالْوَصِي