باب الإسقاط
  ٩١ - وَالأَبُ وَالْجَدُّ بِلَا تَرَدُّدِ ... قَدْ حُجِبَا كِلَاهُمَا بِالْوَلَد
  أَشَارَ إلى أن الأب والجد يُحْجَبَانِ بالولد من فرضهما إلى السدس: أما الأب فلقوله تعالى: {وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ}[النساء: ١١]. وأما الجد فلما روي من أن النبي ÷ أعطى الجد السدس، والإجماع على ذلك، والولد يشمل الذكر والأنثى، ولا خلاف في ولد الولد ذكرًا كان أو أنثى أنه يحجب الأب والجد أيضًا كالولد فاعلم ذلك. وقد تقدم خلاف الناصر في أن الجد يسقط بالولد، وقد تقدم الرد لكلامه.
بابُ الإسقاطِ
  ثم أَشَارَ إلى حجب الإسقاط بقوله:
  ٩٢ - وَيَسْقُطُ ابْنُ الإبْنِ بِالأبْنَاءِ ... وَهَكَذَا الأَجْدَادُ بِالآبَاء
  أَشَارَ النَّاظِمُ إلى حجب الإسقاط، فالمراد به إسقاط الميراث بالكلية؛ والعلة في ذلك أن كل درجة هي أقرب إلى الميت فإنها تُسْقِطُ الدرجة البعيدة؛ فأبناء الأبناء يسقطون بالأبناء؛ لكون الأبناء أقربَ درجة منهم إلى الهالك، وهذا مما لا خلاف فيه، وكذا ابن ابن ابن يَسْقُطُ بابن الابن، وعلى هذا القياس كل درجة قريبة تُسْقِطُ البعيدة، وإنما يسقطهم الذكور من الأولاد دون الإناث. وذهب الناصر والإمامية إلى أن العصبة يسقطون مع البنات كما يسقطون مع البنين، وهو قول فاسد؛ لقوله ÷: «أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا فَمَا بَقِيَ فَلِأَوْلَى عَصَبَةٍ ذَكَرٍ»(١) وهكذا يَسْقُطُ الأجدادُ بالآباء؛ لكون الآباء أقربَ درجة من الأجداد، وكذا كل جد أقرب يُسْقِطُ الأبعد، وهذا مما لا خلاف فيه، وضابطه في جميع الورثة: أن كل من يدلي بغيره فإنه يحجبه من يكون له دِلَاؤُهُ؛ ولإجماع الصحابة على ذلك. والله أعلم. قوله:
  ٩٣ - وَتَسْقُطُ الْجَدَّةُ وَالْجَدَّاتُ ... بِالأُمِّ هَذَا مَا حَكَى الثِّقَاةُ
  ٩٤ - وَهَكَذَا تَسْقُطُ ذَاتُ الْبُعْدِ ... مِنْهُنَّ بِالْقُرْبَى فَكُنْ ذَا رُشْد
  أَشَارَ النَّاظِمُ غَفَرَ اللَّهُ له إلى أن الجدة والجدات تسقطن بالأم: سواء كن من جهتها أو من جهة الأب، هذا هو ما ذكره النَّاظِمُ، والدليل عليه ما روي عن الإمام علي # أنه قال: «لا تَرِثُ جَدَّةٌ مَعَ أُمٍّ»، وَجَدَّةٌ نكرة في سياق النفي فتعم كل جدة، وأُجِيبَ بأنه عموم مخصوص بالقياس على الأب؛ فإنه لا يشترط عدمه في إرث من كانت من الجدات من غير جهته؛ فوجوده
(١) شرح التجريد ٥/ ١٢. الشفاء ٣/ ٥٥. أصول الأحكام. البيهقي ٦/ ٢٣٨. تلخيص الحبير ٣/ ١٢٤٧ نقلًا من هامش الروضة الندية ش نكت العبادات، تحقيق د/ المرتضى - مركز بدر - ط ٢ ص ٣٤٤.