الممسوح وأنواعه
  وهو ستٌّ وثلاثون أصبعًا، وهو الذي ذكره الأوائل في كتبهم، وكانوا يعتبرون به المساحة، ويذكرون أن الميل به ثلاثة آلاف ذراع، والبريد: أربعة فراسخ، والفرسخ: ثلاثة أميال، فإذا كان حقبًا مربعًا طوله ذراع وعرضه ذراع وعمقه ذراع، فإنه يكون ملؤه ثلاثين صاعًا بصاع النبي ÷، ولعل ذلك بالذراع القائم، واللبنة: ما طولها عشرة أذرع في مثلها عرضًا، والجريب(١): ستون طولًا في ستين عرضًا، بالهاشمي، والقفيز(٢): ما طوله تسعة عشر وعرضه كذلك، والعشير(٣): ما طوله ستة في مثلها عرضًا، فافهم.
الممسوحُ وأَنْوَاعُهُ
  واعلم: أن الممسوح ينقسم إلى مسطح ومجسم.
  فالمسطح: ما كان على وجه الأرض لا عمق له، ولا سمك، أي ارتفاع. والمجسم: ما كان له ذلك العمق، لما كان منخفضًا عن وجه الأرض، كالآبار والمدافن ونحوها. والسمك: لما كان مرتفعًا على وجه الأرض، كالأسطوانات والدور والمنارات، ونحو ذلك، وكل من المسطح والمجسم ينقسم إلى مدور وذي أضلاع، فيدخل في المدور الدائرة الكاملة، والقِسِي، وقطع الدوائر والأساطين والشكل الهلالي، ويدخل في ذي الأضلاع المثلث وما فوقه إلى ما لا نهاية له، فلنقدم من ذلك المسطح ثم نبدأ بالمدور، والمدور: شكل بسيط مستو يحيط به خط يبتدئ من نقطة وينتهي إليها، وذلك الخط يسمى دورًا ومحيطًا، فإذا قُسِّمَ الدور نصفين بخط مار على مركز الدائرة سمي ذلك الخط قطرًا، والمركز أوسط نقطة فيه التي إذا أخرجت منها خطوط إلى الدور من أي جانب كانت متساوية، والعمل في استخراج مساحتها متوقف على معرفة القطر أو الدور فإذا أردت أن تعرفهما فلا بد أن تعرف أحدهما بالذرع ثم تعرف الثاني بالامتحان، فإذا كان القطر معلومًا والدور مجهولًا، فإنك تضرب القطر في ثلاثة وسُبُعٍ فما بلغ فهو الدور، فإن كان القطر مجهولًا قسمت الدور على ثلاثة وسبع فما خرج فهو القطر، فإذا عرفتهما وأردت أن تعرف المساحة فاضرب القطر في نفسه، فما بلغ أسقطت منه سُبُعَهُ ونصف سبعهِ ونصف، والباقي المساحة. وبوجه آخر اضرب الدور في مثله فما حصل زد عليه مثل ثلاثة أرباعهِ، فما بلغ قسمته على اثنين وعشرين فما خرج فهو المساحة.
(١) قَالَ في القاموس المحيط، دار المعرفة ط ٣ ص ٢٠٤ باب: جرب: الجريبُ: مكيالٌ قدر أربعة أقفزة. انتهى.
(٢) باب قفز، والقفيزُ: مكيال ثمانية مكايل ومن الأرض قدر مائة وأربعين ذراعًا. انتهى ص ١٠٧٨. نفس المصدرالسابق.
(٣) والعشير جزء من العشرة. انظر القاموس المحيط ط ٣ ص ٥٤٦، دار المعرفة.