الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  دماؤهم، ليوث النهار رهبان الليل، يرعب عدوه مسيرة شهر، يباشر القتال بنفسه، ثم يخرج ويحكم لا شرطة ولا حرس، الله يحرسه.
  وفي كتاب (الأعلام) لابن قتيبة عن وهب بن منبه قال: قرأت في بعض الكتب القديمة: قال الله تبارك وتعالى:
  وعزتي وجلالي لأنزلن على جبال العرب نوراً يملأ ما بين المشرق والمغرب، ولأخرجن من ولد إسماعيل نبياً أمياً عربياً يؤمن به عدد نجوم السماء ونبات الأرض، كلهم مؤمن بي ربا وبه رسولاً، يكفرون بملل آبائهم ويفرون منها.
  قال موسى #: سبحانك وتقدست أسماؤك، لقد كرمت هذا النبي وشرفته، قال الله ø: يا موسى وإني أنتقم من عدوه في الدنيا والآخرة، وأظهر دعوته على كل دعوة، وسلطانه على كل سلطان ومن معه على البر والبحر، وأخرج له من كنوز الأرض، وأذل من خالف شريعته، يا موسى بالعدل ربيته، وبالقسط أخرجته، وعزتي لأستنقذن به أمماً من النار، فتحت الدنيا بإبراهيم، وختمتها بمحمد، مثل كتابه الذي يجيء به كمثل السقا المملوء لبناً يمخض فيخرج زبدا، بكتابه أختم الكتب، وبشريعته أختم الشرائع؛ فمن أدركه ولم يؤمن به ولم يدخل شريعته فهو من الله بريء، أجعل أمته يبنون في مشارق الأرض ومغاربها مساجد إذا ذكر اسمي فيها ذكر اسم ذلك النبي معه، لا يزال ذكره من الدنيا حتى تزول.