الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  أجد في الألواح أمة يؤتون العلم الأول والعلم الآخر فيقتلون قرون الضلالة والمسيح الدجال فاجعلها أمتي، قال: تلك أمة أحمد، قال: يا رب فاجعلني من أمة أحمد، فأعطي عند ذلك خصلتين فقال: يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين، قال: رضيت يا رب.
  روى الواقدي ¦ عن ثعلبة بن أبي مالك أن عمر بن الخطاب ¥ سأل أبا مالك ثعلبة بن هلال وكان من أحبار اليهود فقال: أخبرني بصفات النبي ÷ في التوراة، فقال: إن صفته في توراة هارون التي لم تغير ولم تبدل هي: أحمد من ولد إسماعيل بن إبراهيم وهو آخر الأنبياء وهو النبي العربي الذي يأتي بدين إبراهيم الحنيف يأتزر على وسطه ويغسل أطرافه في عينيه حمرة، وبين كتفيه ختم النبوة، ليس بالقصير ولا بالطويل، يلبس الشملة، ويجتزي بالبلعة ويركب الحمار، ويمشي في الأسواق، سيفه على عاتقه لا يبالي من لقي من الناس، معه صلاة لو كانت في قوم نوح ما هلكوا بالطوفان، ولو كانت في عاد ما أهلكوا بالريح، ولو كانت في ثمود ما أهلكوا بالصيحة يولد بمكة، وهو أمي لا يكتب ولا يقرأ المكتوب، وهو الحماد، يحمد الله شدة ورخاء، سلطانه بالشام، وصاحبه من الملائكة جبريل، يلقى من قومه أذى شديداً، ثم يدل عليهم فيحصدهم حصداً، تكون له الواقعات بيثرب منها عليه ومنه عليها ثم له العاقبة، معه قوم هم أسرع إلى الموت من الماء من رأس الجبل إلى أسفله، صدورهم أناجيلهم، وقربانهم