الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  نبي تقي أريحي مهذب ... بشير لكل العالمين نذير
  إذا ذكر ارتاحت قلوب لذكره ... وطابت نفوس وانشر حن صدور
  عدمنا على الدنيا وجود نظيره ... لقد قل موجود وعز نظير
  وكيف يسامى خير من وطئ الثرى ... وفي كل باع عن علاه قصور
  وكل شريف عنده متواضع ... وكل عظيم القريتين حقير
  لئن كان في يمناه سبحت الحصى ... فقد فاض ماء للجيوش نمير
  وخاطبه ضب وجذع وظبية ... وعضو خفي سمه وبعير
  ودر له الثدي الأجد كرامة ... كما انشق بدر في السماء منير
  ومثل حنين الجذع سجدة سرحة ... وأنس غزال البر وهي نفور
  وياض حمام الأيك في أثره كما ... بنت عنكبوت حين كان يسير
  وإن الغمام الهاطلات تظله ... بروح نسيم إن ألم هجير
  ويوم حنين إذ رمى القوم بالحصى ... فولوا وهم عمي العيون وعور
  وجند في بدر ملائكة السما ... فجبريل تحت الرايتين أمير
  إلى أن يقول:
  وإن رسول الله من مكة سرى ... إلى القدس والروح الأمين سمير
  فجاز السماء السبع في بعض ليلة ... ولكن بعد السبع أين يصير
  فلاح له من رفرف النور لا يح ... من النور للهادي البشير يسير
  وشاهد فوق العرش كل عجيبة ... وما ثم إلا زائر ومزور
  حبيب تملى بالحبيب فخصه ... وشرفه بالقرب وهو جدير
  وقال له سلني رضاك فإنني ... على كل شيء في رضاك قدير