النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية

صفحة 168 - الجزء 1

  لأخطب يوماً على الناس وحبر من أحبار اليهود واقف في يده سفر ينظر فيه فناداني فقال: صف لنا أبا القاسم، فقال علي: رسول الله ÷ ليس بالقصير ولا بالطويل الباين، وليس بالجعد القطط ولا بالسبط، هو رجل الشعر أسوده، ضخم الرأس، مشرب بحمرة، عظيم الكراديس، شئن الكفين والقدمين طويل المسربة - وهو الشعر الذي يكون في النحر إلى السرة - أهدب الأشفار، مقرون الحاجبين، صلت الجبين بعيد ما بين المنكبين، إذا مشى يتكفأ كأنما ينزل من صبب، لم أر قبله مثله ولم أر بعده مثله، قال علي: ثم سكت، فقال الحبر: وماذا؟ قال علي: ما يحضرني، فقال الحبر في عينيه حمرة، حسن اللحية، حسن الفم، تام الأذنين يقبل جميعاً ويدبر جميعاً، فقال علي: هذه والله صفته، فقال الحبر: شيء آخر، قال علي: وما هو؟ قال الحبر وفيه حياء، فقال علي: هو الذي قلت لك كأنما ينحدر من صبب، قال الحبر فإني أجد هذه الصفة في سفر آبائي ونجده يبعث من حرم الله وأمنه وموضع بيته، ثم يهاجر إلى حرم يحرمه هو، وتكون له حرمة كحرمة الحرم الذي حرم الله، ونجد أنصاره الذين هاجر إليهم قوماً من ولد عمرو بن عامر، أهل نخل وأهل الأرض قبلهم يهود، فقال علي: هو رسول الله، فقال الحبر: فإني أشهد أنه نبي الله وأنه رسول الله وأنه أرسل إلى الناس كافة فعلى ذلك أحيا وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله ابن سعد. كر.

  وذكر ابن عبد البر في (الاستيعاب) أن رسول الله ÷ حين خرج من مكة إلى المدينة مهاجراً هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة، ودليلهما الليثي عبد الله بن الأريقط مروا على خيمة أم معبد الخزاعية