الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية
  بحمرة جعد، ليس بالقطط، شارع الأنف واضح الجبين صلت الخدين، مقرون الحاجبين، أدعج العينين مفلج الثنايا، كأن عنقه إبريق فضة، بين كتفيه خاتم النبوة، فقال الراهب: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، وحسن إسلامه. الزوزني (عب).
  وفي (كنز العمال) أيضاً عن أبي هريرة قال: توفي رسول الله ÷ يوم الإثنين لاثنتي عشر خلت من شهر ربيع الأول، فلما كان صبيحة الخميس إذا نحن بشيخ قد جاء فقال: أنا حبر من أحبار بيت المقدس فقال: يا علي صف لي صفات رسول الله ÷ كأني أنظر إليه، فقال: بأبي وأمي لم يكن بالطويل الذاهب ولا بالقصير، كان ربعة من الرجال أبيض مشرب بحمرة جعد المفرق شعره إلى شحمة أذنه، صلت الجبين واضح الخدين، مقرون الحاجبين، أدعج العينين، سبط الأظفار، أقنى الأنف، دقيق المسربة، مفلج الثنايا، كث اللحية، كان عنقه إبريق فضة كأن الذهب يجري في تراقيه عرقه في وجهه كاللؤلؤ، شئن الكفين والقدمين، له شعرات ما بين لبته وصدره تجري كالقضيب، لم يكن على بطنه ولا على ظهره شعرات غيرها، يفوح منه ريح المسك إذا قام عمر الناس، وإذا مشى فكأنما يتقلع من صخرة، إذا التفت التفت جميعاً، وإذا انحدر فكأنما ينحدر في صبب أطهر الناس خلقاً، وأشجع الناس قلباً، وأسخى الناس كفاً، لم يكن قبله مثله، ولا يكون بعده مثله أبداً. فقال الحبر يا علي أصبت في التوراة هذه الصفة، وقد أيقنت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله كر.
  وفيه أيضاً عن علي قال: بعثني رسول الله ÷ إلى اليمن فإني