النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية

صفحة 177 - الجزء 1

  يعد حروف قراءته لعدها، وفي كلامه ترتيل أو ترسيل لا فضول ولا تقصير، متواصل الأحزان دائم الفكرة ليست له راحة، طويل السكوت إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تحدث اتصل بها فضرب بإبهامه اليمني راحته اليسرى، وإذا اهتم أكثر مس لحيته الشريفة، وربما نكت الأرض بعود أو مخصرة في يده، كان ÷ يتختم تارة باليمنى وتارة باليسار، وكان خاتمه فضة وفصه منه، ومرة فصه حبشياً، كان يجعل فصه مما يلي كفه. وكان نقش خاتمه محمد سطر ورسول سطر والله سطر.

  وقبيعة سيفه من فضة، وكان يلبس ما وجده مرة شملة، ومرة جبة من صوف، ومرة حبرة يمانية، ومرة قباء، ومرة برداً، ومرة حلة حمراء - والمراد بالأحمر هنا ما فيه خطوط حمر، لا أنه أحمر خالص لأن الأحمر الخالص نهى عنه - ولبس مرة بردين أخضرين، ومرة جبة طيالسية مكفوفة الجيب والكمين والفرجين بالديباج، ومرة برداً نجرانياً غليظ الحاشية، ومرة جبة رومية ضيقة الكمين، وتوشح مرة بثوب قطري وصلى، وربما لبس في بيته مجولاً، أو لبس ثوباً من الشعر الأسود وفي بعض الأحيان ثوباً من كتان مصر، أو حبرة من برود اليمن، وكان ÷ يصلي في مروط نسائه، وكان يأتزر إلى أنصاف ساقه، وكان أحب الثياب إليه الواسع، ويحب القميص والحبرة وكان كمه إلى الرسغ، وكان له ثوب لجمعته خاصة، وكان له ÷ عمامة ويقول: «العمائم تيجان العرب وإذا وضعوها ذلوا»، وكان إذا اعتم سدلها بين كتفيه ذؤابة، وخطب يوماً وعليه عمامة سوداء، وعصب رأسه مرة بخرقة حمراء، ومرة بحاشية برد وكان على رأسه في مرضه الذي مات فيه عصابة صفراء، وكان لنعله