النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية

صفحة 178 - الجزء 1

  قبالان، وصلى يوماً في نعلين مخصوفين، وكان يحب التيمن ما استطاع في كل شيء من شأنه وفي تنعله، وفي ترجله وطهوره وشأنه كله، وكان ÷ يجعل يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وعطائه، وكانت اليسرى للاستنجاء ولما كان من أذى، وكان إذا جلس احتبى بيديه، واحتبى مرة بشملة واستلقى مرة في المسجد على ظهره واضعاً إحدى رجليه على الأخرى وخرج يوماً يتوكأ على أسامة، ومرة على علي والفضل واضعاً كفه الشريف على منكبيهما في مرضه، وربما اتكأ على وسادة على يساره وكان يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته، كل يوم مرة أو مرتين، وربما أخذ من طول لحيته وعرضها كما رووه.

  ولا يفارقه المشط والمرود والإبرة والمخيط والمرآة في حضر ولا سفر وكان يترجل غباً، ويكثر القناع وكان ربما صبغ ثيابه بالصفرة، ويكره الخلوق للرجال، ويكره الحمرة من الألوان، وكانت له مكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثاً في كل عين مبتدئاً باليمنى، وكان يسمي الله في مأكله ومشربه وملبسه ومقعده وقيامه ونومه ويقظته، ومدخله ومخرجه، وفي كل شأن من شئونه، وكان يحب من الشاة الذراع والكتف، ومن القدر الدبا، ومن الشراب الحلو البارد، ومن الأزهار الفاغية، ومن الألوان الخضرة، ومن الصباغ الخل، ومن التمر العجوة، ومن الفواكه الرطبة البطيخ والقثاء والعنب، وربما أكل العنب حتى يسيل رؤاله على لحيته كاللؤلؤ، وكان يأخذ عنقود العنب بيده اليسرى ويتناول منه حبة حبة بيده اليمنى فيأكل، وربما أكله خرطاً، وكان يأكل القثاء بالرطب والملح، وأكثر طعامه التمر والماء، وكان يأكل البطيخ بالرطب، ويجمع بين الخربز