الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية
  النظر في الكتب السالفة حتى يرى صفته ويشاهد فيها نعته، ويعلم كيف قدر الله سبحانه عند أنبيائه منزلته وشرف به أمته فسيادة مولانا وسيدنا محمد ÷ في الكتب مشهورة، وفضل أمته ومناقبها على سائر الأمم في الرقوم مسطورة، ومعجزاته زادت على المعجزات المأثورة وفي هذا قال بعض العارفين ¤ شعرا:
  لئن كان موسي سقى قومه ... عيوناً من الما بضرب العصا
  وجاز بعسكره البحر في ... حضيض من الماء خوف العدا
  فمن كف أحمد قد فجرت ... عيون من الماء يوم الظما
  وجاز على الماء في جيشه ... بواد عظيم بعيد المدى
  فأقبلت الخيل تمشي به ... وتعدو عليه كمثل الثرى
  وإن كانت الجن قد نالها ... سليمان والريح تجري رخا
  فشهرٌ غدو له بكرة ... وشهر رواح له إن يشا
  فإن النبي سرى ليلة ... من المسجدين إلى المرتقى
  وأرسله الله للعالمين ... من الجن والإنس يبغي الهدى
  وإن كان في صالح عبرة ... لأهل المدائن بعد القرى
  لإخراجه ناقة آية ... لديها فصيل مليح الخطا
  فإن النبي حوى كفه ... عنان البراق وهذا كفى
  وإن كانت النار يوم الخليل ... وقد أضرموها لأمر قضى
  فنادته بالأمن من تحته ... سلام سلام الأمر أتى
  فإن النبي وأصحابه ... لقد هزه الطود أعني حرا
  فنادي به اسكن يا حرا ... علاك النبي وأهل التقى