النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الخامس الدين الذي جاء به

صفحة 266 - الجزء 1

  ومرحمة، يشاركهم في المطاعم والمشارب فتنزل عليهم البركة، ويجيب داعيهم إلى الولائم والمواجب فتحف بهم الملائكة، يستنشقون ريح مسكه المختوم، ويرتشفون من رحيق لفظ دره المنظوم، نفثه على مرضاهم شفاء من كل علة، ومسحه على أبدانهم دواء من كل خلة وتقدم شربته عليهم رواء من كل غلة، وتناوله الطعام قبلهم غذاء لهم في كل أكلة، يشاهدون معجزاته العظيمة فتكسبهم إيماناً، ويعاينون كراماته الجسيمة فتزيدهم إيقاناً، ويرون أماكن وحي الله بآي الذكر الحكيم، ويبصرون مهابط أوامر الله بأحكام التحليل والتحريم، ويشعرون بنزول ملائكة الله ومختلف الروح الأمين، يسمعون آيات كتاب الله طرية وقريبة عهد بتنزيل رب العالمين فيصيرون أول متصف بمعرفتها وحكمتها، ويكونون أول مقتطف لثمرتها وبركتها، يسألونه ÷ عما اشتبه عليهم من وجوه تأويلها، ويستوضحون ما خفي عليهم من مصالح تنجيمها وتنزيلها، ويقتبسون بنور علمه ÷ في تفسير مبهمها ومجملها، ويستعينون بقويم هديه وما سبق لديهم من سنته في استنباط أحكامها وتفصيلها، ويستفتحون بأدوات مباشرة العمل بها مقفلها ويستخرجون بكيفيات سيرته ÷ كنوز فروعها عن أصولها، ويستكشفون ما طوي من الحكم اللطيفة تحت مفصولها وموصولها، يسمع أقوالهم فيرد سقيمها إلى الصحيح، ويشاهد أفعالهم فيعلم لديهم فيما سكت عنه الظفر بالمتجر الربيح، ويبين لهم الصواب فيما جرى منهم على خلافه بأكمل توضيح، ويعرفهم ما قصرت عنه أفهامهم من وجوه الترجيح، فتماط عنهم شبه الأوهام الكاسدة، ويُحط عنهم غب