الباب الخامس الدين الذي جاء به
  صواحبها تعيبها بقصرها فقال لها ما معناه: «إنك قد نطقت بكلمة لو ألقيت في البحر لكدرته»، وجبر خاطر الأسيرة الغريبة أن تسمع من بيته ما يكدرها وينقص منها.
  والسيدة زينب بنت جحش ابنة عمته زوجها من مولاه ومتبناه زيد بن حارثة فنفرت منه، وعز على زيد أن يروضها على طاعته فأذن له النبي في طلاقها فتزوجها # لأنه هو المسئول عن زواجها، وما كان جمالها خفياً عليه قبل تزويجها بمولاه لأنها كانت بنت عمته، يراها من طفولتها ولم تفاجئه بروعة لم يعهدها.
  والسيدة زينب بنت خزيمة مات زوجها عبد الله بن جحش قتيلاً في غزوة أحد ولم يكن بين المسلمين القلائل في صحبته من تقدم لخطبتها فتكفل بها # إذ لا كفيل لها من قومها إلى أن قال: ولقد أقام هؤلاء الزوجات في بيت لا يجدن فيه من الرغد ما يجدنه الزوجات في بيوت الكثير من الرجال مسلمين كانوا أو مشركين ... إلخ، انتهى مختصراً.
  ويقول العقاد في هذا الموضوع أيضاً: فالشريعة الإسرائيلية أباحت تعدد الزوجات بمشية الزوج حسب رغبته واقتداره، ويفهم من أخبار العهد القديم أن داود وسليمان @ هما ملكان نبيان جمعا بين مئات الزوجات الشرعيات والإماء ولم يلحق بهما لوم، إلى أن يقول: وفي الإصحاح الحادي عشر من سفر الملوك الأولى من أن الملك سليمان أحب نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون، موآبيات وعمونيات وأروميات وصدونيات وجشيات ... فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة وكانت له سبعمائة من النساء السيدات وثلاثمائة من السراري فأمالت نساؤه قلبه ...