الباب الخامس الدين الذي جاء به
  فواساها قائلاً: «سلي الله أن يؤجرك في مصيبتك وأن يخلفك خيراً» فقالت: ومن يكون خيراً لي من أبي سلمة، فطيب خاطرها وأعاد عليها الخطبة حتى قبلتها.
  والسيدة رملة بنت أبي سفيان تركت أباها وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فتنصر زوجها وفارقها في غربتها بغير عائل يكفلها، فأرسل النبي # إلى النجاشي يطلبها من هذه الغربة المهلكة، وينقذها من أهلها إذا عادت إليهم راغمة من هجرتها في سبيل دينها، ولعل في الزواج أن يصل بينهم وبين أبي سفيان بوشيجة النسب فتميل به من جفاء العداوة إلى مودة تخرجه من ظلمات الشرك إلى هداية الإسلام.
  والسيدة جويرية بنت الحارث سيد قومه كانت بين السبايا في غزوة بني المصطلق فأكرمها النبي # أن تذل ذل السباء فتزوجها وأعتقها وحض المسلمين على إعتاق سباياهم فأسلموا جميعاً وحسن إسلامهم، وخيرها أبوها بين العودة إليه والبقاء عند رسول الله فاختارت البقاء في حرم رسول الله.
  والسيدة حفصة بنت عمر مات زوجها فعرضها أبوها على أبي بكر فسكت، وعرضها على عثمان فسكت وبث عمر أسفه للنبي وقال له: يتزوج حفصة من هو خير لها من أبي بكر وعثمان.
  والسيدة صفية الإسرائيلية من يهود بني قريظة خيرها النبي أن يردها إلى أهلها أو يعتقها ويتزوجها، فاختارت البقاء عنده على العودة إلى ذويها، ولولا الخلق الرفيع الذي جبلت عليه نفسه الشريفة لما علمنا أن السيدة صفية قصيرة تعيبها صواحبها بالقصر، ولكنه سمع إحدى