مقدمة
  وبعد:
  فقد رأيت وسمعت ولمست من يهضم حق رسول الله ÷ وأهل بيته $، وينتقص من جنابهم الرفيع، ويحقر شأوهم المنيع، تعدياً على الله تعالى وتحدياً للدين، ونقمة على شريعة سيد المرسلين، واستهزاء بالنصوص الجلية الجملية والتفصيلية من كتاب الله الكريم، وسنة رسوله ÷ وزاد العجب أن كان بعضهم على مستوى ثقافي عصري، أو ممن درس في جامعات إسلامية لكنه تثقف بثقافات غربية أو شرقية، أكبر همها هضم الإسلام وأبنائه، وتحطيم أصوله وفصوله إما ظاهراً أو باطناً، بصفات ملتوية، وأفكار غير مستوية بقصد تفكيكه عروة عروة {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٨}[الصف] فاستخرت الله تعالى في تقديم هذا العمل المتواضع، باذلاً وسعي في النصيحة والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن أجادل بالتي هي أحسن امتثالاً لأمر العزيز الحكيم: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ١٢٥}[النحل] وسنبين شيئاً من النصوص القطعية والمتواترة الصحيحة التي يقرءونها ويعرفونها ولا ينكرونها، امتثالاً لقوله ø: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ٥٥}[الذاريات ٥٥] ولقوله ÷ «الدين النصيحة»، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».
  وإني وإن كنت قليل البضاعة غير متقن لتلك الصناعة فقد أعذر الله تعالى من هذه حاله فقال تعالى: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}[الطلاق: ٧] والحمد لله الذي لم يكلفنا إصرا،