النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

مقدمة

صفحة 35 - الجزء 1

  ولم يحملنا وزرا، وبحمد الله سبحانه وتعالى فقد ملأ علماء المسلمين في كل زمان ومكان بطون مؤلفاتهم بذكر الكثير مما ورد في فضل آل البيت الشريف الطاهر، وشرفوا طروسهم بذكر تلك الأنوار المحمدية، والأقوال المصطفوية في عترته الزكية، وكل يتقرب إلى الله تعالى بذلك ويعده من أقرب القربات، ومن أفضل العبادات، وقد يطغى القلم عند بعض أهل التعصب المذهبي عند ما يرى أو يقرأ أو يسمع الغلاة الذين يخرجون عن الحد الذي رسمه صاحب الشريعة الغراء ÷ بقوله: «يا علي يهلك فيك اثنان محب غال، ومبغض قال» فيشنون الغارة عموماً على كل محب لمن أحبه الله ورسوله، وأحب الله ورسوله وأهل بيته، ولم يفرقوا بين الصحيح والسقيم، ولا بين الحق والباطل كأنهم لم يسمعوا قول العزيز القدير إذ يقول في أكثر من آية من كتابه الكريم: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}⁣[الأنعام ١٦٤] و {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ٣٨}⁣[المدثر] وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ٧٠}⁣[الأحزاب] وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ١١٩}⁣[التوبة ١١٩].

  وهذه الأشياء يدركها البصير الذي يريد لنفسه النجاة في أولاه وأخراه، فيجب على كل مسلم ومسلمة التحري الكامل فيها ليضع نفسه في المكان السليم البعيد عن مستنقع الغلاة وأرجاس القلاة، وليربأ بنفسه وعقيدته عن أقوال النواصب وشبهاتهم، وأقوال الروافض وترهاتهم.

  قال بعض العلماء والصادق في حب سيدنا رسول الله ÷ من تظهر علامات ذلك عليه بالاقتداء به صلوات الله وسلامه عليه واتباع سنته في