الباب الخامس الدين الذي جاء به
  جاء في أشعيا ٥٧: أما أنتم أولاد المعصية نسل الكذب المتوقدون إلى الأصنام تحت كل شجرة خضراء القاتلون الأولاد في الأودية تحت شقوق المعاقل!
  وقد حدث في ٦ فبراير ١٨٤٠ م أن اختفى أحد الرهبان الكاثوليك من الرعايا الإيطاليين بدمشق واسمه توما، واختفى خادمه أيضاً وأعلن الرهبان الكاثوليك أن اليهود ذبحوا أخاهم توما كما هي عادتهم، وقد عثر على جثته وقد قطعت بطريقة غير مألوفة لإخراج الدم منها، ولما قام شريف باشا حاكم دمشق بتفتيش حارات اليهود وألقى القبض على سبعة منهم اعترف حلاق حارة اليهود بأنه هو الذي قام بذبح الراهب وأقر بأن كل الذي جرى إنما يتماشى مع ما جاء في التلمود عن ضرورة عجن الفطيرة بدم مسيحي أو مسلم، واعترف بأنه قام بذبح الخادم وبعدها بيوم عثر اليونانيون في جزيرة رودس على واحد منهم مشنوق بعد أن صفي دمه.
  وقد أثار هذان الحادثان ثائرة الناس فهاجموا اليهود في حاراتهم ومعابدهم وحرقوا وهدموا المعابد في دمشق وبيروت وأزمير.
  وإذا كان هذان الحادثان قد عملا على مثار فتنة واضطرابات عدوانية فليس شك في أن أحداث كثيرة مماثلة أهملها التاريخ، أو أحكم اليهود تدبيرها بحيث لم يقف أصحاب الضحايا على الجناة، والمؤرخ اليهودي يوسيفوس المتوفى سنة ٩٥ م ذكر أنهم ما كانوا يقتصرون على شرب دماء ضحاياهم ومزجها بعجين الفطائر، بل كانوا يأكلون كذلك قطعاً من لحومهم.