الفائدة الرابعة في زعامة الإسلام لكل الفضائل في كل زمان ومكان
  النبي ÷ في صورة رجل فسأله عن الإسلام فقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقال ÷: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً»، قال: صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل»، قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: «أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ...» إلخ.
  ولما كان الإسلام نعمة من نعم الله تعالى كما قضى به الدليل جعله محموداً عليه وذلك لما تقرر من الله هو الذي هدى إليه ودعا إليه ودل عليه كما قال عبدالله بن رواحة ¥:
  والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
  بحضرته ÷ وأقره على ذلك بل قال الله تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ}[الحجرات: ١٧] وقال الله تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ}[الحجرات: ٧] فأي نعمة أعظم من نعمة الإسلام على الأنام وهو الذي سأل خليل الرحمن إبراهيم # ولايته كما حكاه عنه ربنا ø في القرآن سائلاً لمولاه أن يديم عليه