الحديث الثالث عشر: حديث الراية
  بذلك، فقيل لأبي ليلى: لو سألته عن هذا، فسأله فقال: وما كُنتَ معنا يا أبا ليلى بخيبر؟ قال: بلى، والله لقد كنت معكم، وساق الخبر، حتى قال: فقال رسول الله ÷: «لأعطينّ الرّاية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، يفتح الله له ليس بفرَّار»، فأرسل إلي فأتيته، وأنا أرمد لا أبصر شيئاً، فتفل في عيني، وقال: «اللهمّ اكفه الحر والبرد»، فما آذاني بعده حرّ ولا برد، أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وابن ماجه، والبزار، وابن جرير وصحّحه، والنسائي في (خصائصه)، والطبراني في (الأوسط)، والحاكم في (المستدرك)، والبيهقي في (الدلائل)، وسعيد بن منصور، وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ÷: «لأعطيّن الرّاية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، كراراً غير فرار، يفتح الله عليه، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره»، قال: «أين عليّ بن أبي طالب»؟ قالوا: يا رسول الله، ما يُبصر. قال: «آتوني به»، فقال النبي ÷: «أدنُ منّي»، فدنا منه فتفل في عينيه ومسحهما بيده، فقام عليّ من بين يديه كأن لم يرمد. أخرجه مالك بن أنس، والبخاري، والدار قطني في (سننه)، وابن عساكر. انتهى (شرح غاية).
  ثم ساق الرّوايات إلى قوله: قال الحاكم: هذا حديث دخل في حدّ التواتر. وقال أبو نعيم الأصفهاني: قال أبو القاسم الطّبري: فتح علي خيبر ثبت بالتواتر، إلخ.
  وروى الأمير الصنعاني في (الروضة)، عن (الجامع الكبير)، من رواية بريدة عند ابن جرير، قال: (لمّا كان يوم خيبر، أخذ اللواء أبو بكر، فرجع ولم يُفتح له، فلما كان من الغد أخذه عمر، ولم يُفتح له وقتل ابن مسلمة، ورجع النّاس، فقال رسول الله ÷: «لأعطينّ لوائي هذا،