النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

أولاده ÷

صفحة 55 - الجزء 1

  أسأله عنه، فوجه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن نفيلة الغساني. فلما ورد عليه قال له الملك: ألك علم بما أريد أن أسألك عنه؟ فقال: لتخبرني أو ليسألني الملك عما أحب فإن كان عندي علم منه وإلا أخبرته بمن يعلم، فأخبره بالذي وجه به إليه فيه، قال: علم ذلك عند خال يسكن مشارق الشام يقال له سطيح، قال: فاسأله عما سألتك عنه ثم ائتني بتفسيره، فخرج عبد المسيح حتى انتهى إلى سطيح وقد أشفى على الضريح، فسلم عليه وكلمه فلم يرد إليه سطيح جواباً؛ فأنشأ يقول شعراً فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه يقول: عبد المسيح على جمل مشيح أتى سطيح وقد وافي على الضريح بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الإيوان وحمود النيران، ورؤيا الموبذان أن رأى إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة، وظهر صاحب الهراوة، وفاض وادي السماوة، وغاضت بحيرة ساوة، وحمدت نار فارس فليس الشام السطيح شاماً، يملك منهم ملك وملكات على عدد الشرفات، وكل ما هو آت آت ثم قضى سطيح مكانه، فنهض عبد المسيح إلى راحلته وهو يقول:

  شمر فإنك ماض العزم شمير ... لا يفزعنك تفريق وتغيير

  إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم ... فإن ذا الدهر أطوار دهارير

  فربما ربما أضحوا بمنزلة ... يخاف صولهم الأسد المهاصير

  منهم أخو الصرح بهرام وإخوته ... والهرمزان وشابور وسابور

  والناس أولاد علات فمن علموا ... أن قد أقل فمحقور ومهجور