أولاده ÷
  ورب قوم لهم صحبان ذي أذن ... بدت تلهيهم فيه المزامير
  وهم بنو الأم إما إن رأوا نشباً ... فذاك بالغيب محفوظ ومنصور
  والخير والشر مقرونان في قرن ... فالخير متبع والشر محذور
  فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره ما قاله له سطيح، فقال كسرى إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكاً كانت أمور وأمور، فملك منهم عشرة في أربع سنين وملك الباقون إلى خلافة عثمان، وكان الأسلافهم في الملك ثلاثة آلاف سنة ومائة وأربعة وستون سنة.
ملك اليمن سيف يبشر بمبعث رسول الله ÷
  ومن أخبار سيف بن ذي يزن ملك اليمن الحميري، لما حرر اليمن من الأحباش برجال فارس قالوا: وفد عليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف جد رسول الله ÷ في وجوه من قريش ووجوه قبائل العرب يهنئونه بالظفر على العبيد الحبشة، وما أيده الله به فاستأذنوا بالدخول عليه فأذن لهم سيف بن ذي يزن واسمه ذو يزن بن النعمان بن عفير بن زرعة بن الحارث، واستأذنه عبد المطلب الكلام فقال: إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك وأبناء الملوك، وعن يمينه ويساره المقاول وأبناء المقاول وهو ينفح بالمسك والعنبر في مفرقه وعارضيه، وعليه حلل القز والحرير، فقال له عبد المطلب: إن الله تعالى قد أحلك محلا رفيعاً منيعاً صعباً شامخاً باذخاً، وأنبتك منبتاً طابت أرومته، وعزت جرثومته، وثبت أصله، وبسق فرعه في أكرم معدن وأطيب موطن، وأنت أبيت اللعن رأس العرب الذي به تنقاد، وعمودها الذي عليه العماد، ومعقلها الذي