الباب الأول نماذج يسيرة مختصرة من حياة الرسول الأعظم ÷
  عليه فليكن عندك مطوياً حتى يأذن الله تعالى فيه فإنه بالغ فيه أمره، إني وجدت في الكتاب المكنون والعلم المخزون العلم الذي اخترناه لأنفسنا، واحتجزناه دون غيرنا خبراً جسيماً وحظاً عظيماً فيه شرف الحياة، وفضيلة الوفاة للناس كافة ولك خاصة.
  فقال عبد المطلب: أيها الملك مثلك من سر وبر وبشر، فما ذاك فداك أهل الوبر والمدر زمراً بعد زمر؟
  فقال سيف بن ذي يزن: إذا ولد غلام بتهامة به علامة كانت الإمامة، ولكم بها الزعامة إلى يوم القيامة يزيدكم الله بها شرفاً وفخراً وجاهاً وقدرا.
  قال عبد المطلب: أبيت اللعن، لقد أبت بخبر ما آب بمثله وافد، ولولا هيبة الملك وإعظامه لسألته من سروره إياي ما أزداد به سروراً فإن رأى الملك أن يخبرني بإفصاح فقد أوضح بعض الإيضاح.
  قال: خلته الذي يولد أو قد ولد اسمه محمد بين كتفيه شامة يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، وقد ولدناه مراراً، والله باعثه جهاراً، وجاعل له منا أنصاراً، ويعز الله بهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، ويضربون الناس دونه عن عرض، وسيفتح لهم كرائم الأرض، يعبد الرحمن، ويزجر الشيطان، ويكسر الأوثان، ويخمد النيران، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله يقول الحق وينطق بالصدق، قال: فخر عبد المطلب الله ساجداً، فقال له الملك: ارفع رأسك فقد ثلج صدرك، وعلا كعبك، وارتفعت مرتبتك وقرت عيناك، هل أحسست من أمره شيئاً، أو رأيت أثراً يا عبد المطلب؟