الباب الأول نماذج يسيرة مختصرة من حياة الرسول الأعظم ÷
  قال: نعم يا أيها الملك كان لي ابن وكنت به معجباً وعليه حدباً رفيقاً فمن شدة حبي إياه وإكرامي له زوجته كريمة من كرائم قومي اسمها آمنة ابنة وهب بن عبد مناف بن زهرة فجاءت بغلام سميته محمداً مات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه بين كتفيه علامة، أو قال شامة وفيه كل ما ذكرت من العلامة.
  قال له سيف: والبيت ذي الحجب والعلامات على النصب، إنك لجده يا عبد المطلب، قول صدق غير ذي كذب، وإن الذي نطقت به كما قلت لك، فاحتفظ بابنك واحذر عليه اليهود فإنهم له عدو، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلاً، واطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك فإني لا أمن أن تدخلهم النفاسة من أن تكون لك الرياسة فيبتغون لك الغوائل، وينصبون لك الحبائل، وهم فاعلون ذلك أو أبناؤهم فكن على حذر منهم، ولولا أن الموت مجتاحي قبل مبعثه لصرت بخيلي حتى أصير بيثرب دار مملكته، فإني أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن يشرب بها استحكام أمره، وأهل نصرته منها، وموضع قبره فيها، ولولا أني أخاف عليه الرزايا، وأتقي عليه الآفات، وأخشى عليه العاهات لأوطات اسنان العرب كعبه، ولأعلنت على حداثة سنه بشرفه وقدره وذكره، ولكني صارف ذلك بغير تقصير مني لمن معك من هؤلاء النفره.
  ثم أمر لكل واحد منهم بمائة من الإبل، وعشرة أعبد، وعشر إماء، وعشرة أرطال من التبر، وعشرة أرطال من الفضة، وكرش مملوء من عنبر، وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك، ثم قال: ائتني بخبره وما