الباب الأول نماذج يسيرة مختصرة من حياة الرسول الأعظم ÷
  وسماك بن خرشة، وسعد بن عبادة يلتمسون الماء فغابوا إلى قائم الظهيرة ثم رجعوا ولم يجدوا شيئاً، وبلغ العطش من الناس والخيل والدواب كل مبلغ، فصلى بأصحابه متيمماً فلما فرغ شكوا إليه العطش فبعث أسيد بن حضير وأسامة يلتمسون الماء من الأعراب، فقال المنافقون إن محمداً يخبر بأخبار السماء وهو لا يدري الطريق إلى الماء فأتاه جبريل # فأخبره بقولهم وسماهم له، فشكا ذلك إلى سعد بن عبادة، فقال سعد: إن شئت ضربت أعناقهم، فقال ÷: «لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ولكن نحسن صحبتهم ما أقاموا معنا ثم قال لأبي الهيثم بن التيهان، وأبي قتادة، وسهيل بن بيضاء يستعرضون الطريق ويأخذون على الكثيب فيقفوا ساعة، فإن عجوزاً من الأعراب بكم على ناقة لها معها سقاء من ماء فأطعموها واشتروا منها بما عز وهان وجيئوا بها مع الماء» فمضوا حتى بلغوا الموضع الذي وصف لهم فإذا بالمرأة، فقالوا: بيعينا هذا الماء، قالت أنا وأهلي أحوج إلى الماء منكم، فطلبوا إليها أن تأتي رسول الله ÷ مع الماء، فأبت وقالت: إن هذا الساحر، خير الأشياء أن لا أراه ولا يراني، فشدوا وثاقها حتى جاءوا بها مع الماء، فلما وقفت بين يدي رسول الله ÷ قال: «خلوا عنها وقال لها: وليصيرن تبيعين هذا الماء؟» قالت: إن أهلي أحوج إليه منكم، قال: «فأذني لنا فيه ذلك كما جئت به» قالت شأنكم، فقال لأبي قتادة: «هات الميضأة» فقربت إليه فحل السقاء وتقل فيه وصب في الميضأة فوضع يده فيه ثم قال: «ادنوا فخذوا» فجعل الماء يزيد والناس يأخذون حتى ما