النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الأول نماذج يسيرة مختصرة من حياة الرسول الأعظم ÷

صفحة 65 - الجزء 1

  ومن ذلك قوله ÷ لعدي بن حاتم: «لا يمنعك من هذا الدين ما ترى من جهد أهله وضعف أصحابه، فلكأنهم ببيضاء المداين قد فتحت عليهم، ولكأنهم بالظعينة تخرج من الحيرة حتى تأتي مكة بغير خفارة لا تخاف إلا الله» فأبصر عدي ذلك كله وكان كما قال.

  ومن ذلك أنه ÷ رأى ذراعي سراقة بن مالك بن جعشم دقيقين أشعرين فقال: «كيف بك إذا لبست بعدي سواري كسرى» فلما فتحت فارس دعاه عمر والبسه سواري كسرى وقال له: قل الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز والبسهما سراقة بن جعشم.

  ومن ذلك ما روي أن النبي ÷ ذكر زيد بن صوحان فقال: «زيد وما زيد يسبقه عضو منه إلى الجنة» فقطعت يده يوم نهاوند في سبيل الله واستشهد مع الإمام علي في وقعة الجمل وكان الأمر كما قال.

  ومن ذلك قوله ÷: «جندب وما جندب، يضرب ضربة يفرق بها بين الحق والباطل، فكان ذلك كما قال؛ فقد جاء جندب بن كعب العبدي إلى الوليد بن عقبة وهو أمير الكوفة وعنده ساحر فيري أنه يقطع رأس رجل ثم يعيده، وأنه يدخل من فم الحمار ويخرج من ذنبه، ويريهم أنه يضرب رأس نفسه فيرمي به ثم يشتد فيأخذه ويعيده في مكانه، فقام إليه جندب بن كعب فضرب وسطه بالسيف وقال: قولوا له فليحيي نفسه الآن، وكان الأمر كما قال ÷.

  ومن ذلك أنه ÷ نزل بجيشه في غزوة تبوك على غير ماء وهم نحو ثلاثين ألفاً فعطشوا وشكوا ذلك إليه ÷ فبعث أبا قتادة، وأبا طلحة،