النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

أهمية هذا الكتاب

صفحة 10 - الجزء 1

  وراء ما يمكن اعتباره إساءة إلى النبي ÷ ورسالته، وهذا يرجع إلى الفهم المغلوط - لدى هذا البعض - بفحوى الرسالة المحمدية التي لطالما وضعت ثقافة الخير والعدل والتنمية والتسامح والفضائل والرحمة والارتقاء بالحياة وبالإنسان وبحقوق الإنسان نصب عينيها هدفاً ووسيلة وغاية.

  لذلك فإن أي كتاب يتحدث عن رسول الله يفترض أن ينظر إليه كفرصة ثمينة لدعم وتعزيز ثقافتنا بنبينا وبرسالته الخالدة، وتلمس نهجه ومنهاجه العالمي والإنساني الشامل، البعيد بوسطيته واعتداله عن لغة التكفير والإلغاء، ذلك المنهج المحمدي الذي لا يخشى الآخر ولا يلغيه ولا يقصيه القائم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والبصيرة، قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ١٢٥}⁣[النحل]. وقال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}⁣[يوسف].

  لذا أرجو من إخواني المسلمين وأدعوهم إلى الاقتداء بسيرة نبيهم العظيم، في بيته ... في مجتمعه ... في سلمه ... في حربه ... في عبادته ... في ورعه ... في زهده ... في أخلاقه ... في جهاده ... في دعوته ... في رحمته ... في تعامله ... وفي كل أعماله التي يتأسى به فيها، لكي ينالوا الخير والرشاد والفوز في يوم المعاد.

  وليعلموا أنهم إذا لم يقتدوا بالنبي الكريم ÷ فإنهم يسيئون إليه من