أهمية هذا الكتاب
  دون أن يشعروا، وقد تكون تلك الإساءة أعظم من إساءة الآخرين في واقعها العملي.
  أسأل الله أن يجعلنا من المقتدين بنبينا العظيم، في أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلنا من المحبين المتبعين لمنهجه، السائرين على نهجه وطريقته، إنه على كل شيء قدير، كما أسأل الله الكريم أن يجزي المؤلف بجزيل الثواب، وأن يجعل كتابه هذا في صحائف حسناته، آملين أن ترى بقية أجزاء هذا السفر الجليل النور قريباً، وأن نراها في أيدي الناس يتعلمون منها ويعلمون، وينتفعون منها وينفعون ... آمين.
  هذا وقد كنت في الطبعة الأولى لكتاب (طرائف المشتاقين) كتبت ترجمة متواضعة للمؤلف، ولكنه عاتبني في ذلك، وأمرني بحذفها، ولم تجدي دفاعاتي شيئاً في مقابل تصميمه على ذلك.
  ومع أنه يصعب علي جداً عدم النزول عند رغبته في حذفها، إلا أنه يصعب علي أكثر أن يحرم طالب علم من معرفة هذا الرجل، أو عن الاقتداء والتأسي به، إذ ليس الغرض من إثباتها - كما يعلم الله - سوى المعرفة والإقتداء، وليقيني أن المؤلف ممن لا يفرحه مدح مادح، ولا يحزنه قدح قادح.
  ثم أن هذا الأسلوب قد استحسنه الأوائل، وسار عليه الأواخر، ولولا إثبات التراجم ما عرفنا التاريخ ولا رجاله، ولذا فليعذرني سماحته لكوني لم أرعوي لطلبه، علماً بأنني لم أحاول فيما كتبته عنه أن أقدمه كما هو أو بما هو عليه حاله من الخلق الرفيع، ومن العلم،